من المنتظر أن يجمع الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد قيادات الاتحاد العام للعمال الجزائريين من مسؤولي الأمانة الوطنية، ومسؤولي الفدراليات والاتحادات الولائية، ومختلف نقابات المؤسسات التابعة له، من اجل التوقيع على ميثاق دعم ومساندة له، بعد رواج أنباء عن قرب سحب الثقة منه من على رأس اكبر تنظيم نقابي في البلاد. وفي السياق، بعثت الأمانة الوطنية للمركزية النقابية باستدعاءات لأعضاء الأمانة الوطنية إضافة لأمناء الاتحادات الولائية ومسؤولين نقابيين في عديد المؤسسات الوطنية واتحادات محلية، بهدف حضور اجتماع ظاهره تنسيقي حسب ما ورد في الاستدعاءات، وذلك بمعهد النقابة بالعاشور بالعاصمة التابع للاتحاد العام. وأفادت مصادر عليمة بالمركزية النقابية ل”الشروق” أن الهدف غير المعلن من هذا اللقاء المزمع تنظيمه يوم 13 سبتمبر الجاري، هو إعلان الوفاء والمساندة والطاعة من طرف الحضور لعبد المجيد سيدي السعيد على رأس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ومحاولة لاستعراض العضلات مفادها أن المركزية النقابية لها وزن ومنخرطون فعليون على أرض الواقع. وجاءت المبادرة حسب ذات المصادر أيضا بعد العاصفة التي اجتاحت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، التي تحدثت عن قرب سحب الثقة منه ومغادرته لمنصب أمين عام الاتحاد العام للعمال الجزائريين، في إطار التغييرات التي طالت مسؤولين في الشرطة والجيش. ووفق ذات المصادر فإن الاجتماع سيعرف على الأرجح توقيع الحاضرين على وثيقة دعم ومساندة سيدي السعيد، غير أن أغلب الذين تم توجيه الدعوة لهم خصوصا من المسؤولين النقابيين الكبار، ليسوا محل انتخاب من طرف العمال، وجلهم تم تنصيبه عن طريق التعيين، إضافة لكون 10 من أصل 13 عضوا في الأمانة الوطنية متقاعدون ولا علاقة لهم بعالم الشغل منذ سنوات. ومن غير المستبعد أن يعلن سيدي السعيد هو الآخر خلال ذات اللقاء إطلاق الجبهة العمالية للاستمرارية، وهذا لمساندة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على غرار ما أطلقه الأفلان وعدد من التشكيلات السياسية، وهذا بعد أن أعلنت المركزية النقابية في الفاتح من ماي الماضي بحاسي مسعود، دعمها لترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة. ويواجه سيدي السعيد غضبا عماليا في الفترة الأخيرة على خلفية ملف النقابة التي أودعها حليفه رئيس مندى رؤساء المؤسسات علي حداد، حيث اعتبر عمال ونقابيون أن سيدي السعيد حارب النقابات المستقلة ل20 عاما، بل وتعرضت لوابل من السب والشتم من طرفه، جاء الدور عليه الآن ليقوم أكبر حليف له بتقديم طلب تأسيس نقابة مستقلة. وتفجرت نقاشات عديدة في مختلف صفحات النقابات المستقلة والمناضلين النقابيين المنتمين لها، على خلفية طلب تأسيس نقابة علي حداد التابعة لمنتدى رؤساء المؤسسات، حيث تساءل نقابيون كيف لسيدي السعيد أن يحارب نضالات العشرات، بل المئات من النقابيين المستقلين، ويسكت على تأسيس حليفه علي حداد لنقابة مستقلة، وفق مبدأ “حرام عليكم حلال على حلفائي”.