سقط الخبر الرائع كما أسمته إدارة “بي. إين. سبورت”، من خلال عرض اشتراك في قنواتها بخصم يقدر بخمسين بالمائة مثل الثلج في حرّ الضجر، الذي أحس به الجزائريون منذ المونديال الأخير في روسيا، عندما غاب منتخب بلادهم عن الموعد العالمي بعد مشاركتين متتاليتين، وانطلقت بعد ذلك مختلف الدوريات الأوروبية، وتعذّر عليهم متابعة هذه المباريات. كما وجد أنصار وفاق سطيف واتحاد العاصمة صعوبة في متابعة فريقيهما المفضلين المتأهلين لربع نهائي المنافسة الإفريقية للأندية، وحتى أنصار الخضر صُدموا بمرور اليتيمة جانبا من خلال عدم بثها لأول مقابلة لعبها جمال بلماضي في الأراضي الغامبية، وبقي الحل الوحيد لمتابعة أفيون الكرة هي القنوات القطرية مرتفعة الثمن، ولكن التخفيضات الأخيرة حلّت المشكلة لبعض الناس، وليس كلهم تزامنا مع شهر سبتمبر الذي التهبت فيه المنافسة الكروية في كل أوربا وحتى في القارة السمراء. المنافسة التي سيتابعها الجزائريون بكل تأكيد بداية من الأسبوع القادم هي دور المجموعات في رابطة أبطال أوروبا، حيث يتواجد سبعة جزائريين معنيين بالمنافسة وهما ثنائي نادي نابولي غولام ووناس، ولاعبي هوفنهايم وشالك الألمانيين بن طالب وبلفوضيل، ونجم بورتو براهيمي، ومهاجم غلاتا ساراي فيغولي ونجم مانشستر سيتي رياض محرز، وهي المنافسة الأكثر متابعة في العالم وطبعا في الجزائر منذ أن كانت باسم الأندية البطلة وفاز بها رابح ماجر سنة 1987، إضافة إلى متابعة كبار القارة العجوز من الأندية التي تمتلك أنصارا من الجزائريين مثل ريال مدريد وبرشلونة وجوفنتوس وبيارن ميونيخ وليفربول. كما تنطلق يوم الخميس منافسة “أوروبا ليغ” التي يتواجد في دور المجموعات فيها على غير العادة، سبعة لاعبين جزائريين وهم ثنائي ممثل تركيا ياسين بن زية وسليماني وثنائي ران الفرنسي بن سبعيني وزفان وثنائي بيتيس الإسباني ماندي وبودبوز ولاعب سبارتاك موسكو سفيان هني. كما أن عودة الدوريات الأوروبية المختلفة التي تبث مبارياتها على بي.إين.سبورت مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وإنجلترا جميعها تضم لاعبين جزائريين وتستهوي عشاق الكرة من الجزائريين. أما المؤسف فعلا فهو أن أنصار الأندية الجزائرية المشاركة في الكؤوس الإفريقية ليس لها من حل سوى التحليق في هذه الفضائيات، ونعني في ذلك ناديي وفاق سطيف واتحاد العاصمة، حيث صار الدوري الجزائري هو الممكن الوحيد بالنسبة للجزائريين وكأس الجمهورية، وجميعها تُقدم في حلة سيئة من حيث التصوير والإخراج، من دون الحديث عن مستوى المنافسة الذي لا يرقى للمتوسط ويكون ضعيفا جدا مقارنة بما يتابعه الجزائريون في بقية الدوريات الأوروبية. إلى غاية منتصف شهر سبتمبر الحالي كان عشاق الكرة يبحثون عن لقطات لاعبي الخضر مع أنديتهم عبر اليوتوب بصور غير واضحة، ومن دون التمتع بكل أطوار المباراة، حيث يكتب عاشق الكرة عبارة هذا ما فعله اللاعب الفلاني في المباراة الفلانية، ويتابع بعدها بضع ثوان أو دقائق من لقطات متقطعة لا تشفي ولا تغني من جوع الكرة، وهو وضع قد يتغير في النصف الثاني من شهر سبتمبر، بعد إقبال المواطنين على بطاقات الاشتراك في الباقة القطرية التي يبدو أنها ستبقى الملجأ الوحيد على الأقل خلال العقد القادم. موعد بطولة أمم إفريقيا في الكامرون مازال بعيدا والمؤكد أن التلفزيون الجزائري العمومي غير معني وغير قادر على نقل المنافسة التي من المفروض أن تكون الجزائر طرفا فيها، لأجل ذلك قام الكثيرون بالاشتراك لمدة سنة في القنوات القطرية من أجل التمتع بالدوريات المحلية الأوروبية والبطولات الأوروبية للأندية في انتظار منافسة كأس أمم إفريقيا التي ستجري لأول مرة صيفا، عندما تكون مختلف الدوريات الأوروبية قد أغلقت صفحاتها.