تكشف كل الحوادث المسجلة بعديد المواقع بواحة جانت عن مخاطر كبيرة تتهدد هذه الواحة الغارقة في القدم بمخاطر كبرى ومن ثم إزالتها من الوجود، الواحة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من التركيبة الجمالية لهذه المدينة السياحة، تغيب عنها معايير وشروط السلامة والإنقاذ، فمسالك عبور المركبات ووسائل التدخل وتحديدا شاحنات الإطفاء تواجه في كل مرة مصاعب كبيرة في الوصول إلى أعماق الواحة ومن ثم استحالة التدخل في الوقت اللازم، والمشكلة الحقيقية التي تواجه مصالح الانقاذ والاطفاء عبر الواحة هي الجدار الخارجي الذي تم إحاطة الواحة به والمحاذي للطريق الرئيسي للمدينة، حيث يتطلب التدخل إلى أي مزرعة من المزارع الالتفاف لمئات الأمتار حتى يتسنى الوصول إلى المكان المقصود وهو أمر في غاية الصعوبة بالنظر إلى غياب مداخل على مستوى الجدار تسمح بالولوج إلى أعماق الواحة، ويعتبر هذا الأمر أحد النقائص المهمة حتى في مخطط تنظيم الإسعافات على المستوى البلدي الذي تتم المصادقة عليه سنويا من طرف مختلف المتدخلين والمعنيين في إطار اللجنة المعنية خصوصا بعد أن تحول احتكاك الأسلاك الكهربائية مع النخيل وأغصان الأشجار أحد أهم المسببات في حرائق غابات النخيل التي عرفت تفاقما في الفترة الأخيرة بالمدينة. الوضعية الحالية تكشف أيضا أحد أهم النقائص العالقة في مخطط تنظيم التدخلات والإنقاذ خصوصا ما تعلق بطرق مواجهة الحرائق على مستوى الواحة هذا فضلا عن مصادر المياه الموجهة لعمليات الإطفاء، حيث تغيب تلك المصادر المفترض أن تكون جاهزة على مستوى القناة الرئيسية لتوزيع المياه والمتوجهة نحو حي "إفري" على مستوى مناطق محددة ومتقاربة بمسافات معينة قصد الاستفادة منها خلال التدخلات، وتكشف كل الحرائق التي سجلت بالواحة المصاعب الكبيرة التي يواجهها أعوان الحماية المدنية أثناء عمليات التدخل لإطفاء الحرائق ليس لغياب المسالك بل غياب مصادر المياه، حيث تضطر شاحنات الإطفاء مغادرة المكان نحو وجهات بعيدة وقد تكون غير جاهزة للاستجابة للاحتياج من الميا اللازمة لعمليات الإطفاء.