شرعت مصالح الحماية المدنية بورڤلة بحر الأسبوع الفارط بعد أن دقت ناقوس الخطر في حملة تحسيسية لحماية النخيل من الحرائق المتكررة، حيث دعت المواطنين ومن خلالهم الفلاحين للمشاركة في هذه العملية تبعا لتوصيات المديرية العامة وذلك بتسخير قافلة متنقلة تجوب جميع واحات النخيل والتجمعات لتوعية السكان بأهمية المحافظة على ثروة التمور التي تعتبر مادة أساسية يكثر استهلاكها خلال شهر رمضان المبارك الذي هو على الأبواب. * * وتأتي هذه الخطوة بعد تسجيل إتلاف 5900 نخلة مثمرة حسب حصيلة المديرية ذاتها تطلبت 230 تدخل للسيطرة على ألسنة اللهب في أكثر من مكان منذ بداية العام الجاري، وتخلف الحرائق سنويا خسائر كبيرة بالرغم من المجهودات المبذولة للتغلب على هذه الوضعية الكارثية التي يصفها بعض المزارعين بالأزمة الحادة والتراجع في الثروة بسبب ما يحصل إلى جانب أضرار حشرة البوفروة، إذ لم تتعد مليونا نخلة، وكانت بداية شهر جوان المنقضي الأسوأ، حيث شهدت منطقتا "عين زازة" و"عين طولة" المجاورتين والواقعتين حوالي 03 كلم عن عاصمة الولاية حالة استنفار قصوى دامت 06 ساعات متتالية تدخلت على إثرها وحدات الحماية المختصة مجهزة بشاحنات الإطفاء وآليات المساعدة، مدعومة بأجهزة ومعدات تم جلبها من شركة سوناطراك العاملة في حوض بركاوي البترولي بغية التغلب على الحريق المهول الذي شب بالغابات مخلفا خسائر بالجملة في الطلع بمختلف أنواعه، حيث أتلفت 2000 نخلة مرة واحدة، وإنقاذ 05 آلاف كادت أن تتلف هي الأخرى نظرا لهبوب رياح ساهمت في امتداد النار من بستان إلى آخر ليصل مجموع ما خسره الفلاحون خلال سنة واحدة قرابة 06 آلاف نخلة معظمها من نوع الجبار المثمر، وتوضح التقارير الرسمية أن السلطات المحلية صرفت 78.9 مليار سنتيم للكهربة الريفية وفتح المسالك الفلاحية في نقاط جديدة على طول 73كلم وغرس 3520 شجرة، لكنها فرطت في أراضي النخيل القديمة في كل من تقرت الكبرى وورقلة الوسط ومنه إعطاء فرصة لمافيا العقار للسطو عليها وتحويلها إلى محلات تجارية تؤجر بمبالغ كبيرة وضياع مئات الهكتارات التي أصبحت بورا، وتبقى أسباب هذه الحرائق غالبا مجهولة المصدر ويرجعها البعض إلى أخطاء الإنسان أو بفعل الانتقام بين بعض المتخاصمين، ويعد مشكل ضيق المسالك وكثرة الأعشاب الطفيلية وعدم التبليغ عن الواقعة في الوقت المناسب من دواعي الكوارث المسجلة باعتبار أن بساتين النخيل متلاصقة وتمتد على طول كيلومترات مما ينبغي تضافر الجهود لمحاربة الظواهر السلبية وتضييق الخناق على الانتهازيين وتطبيق قوانين حماية البيئة من المخاطر الكبرى وزحف الإسمنت المسلح. *