حذرت جمعيات حماية المستهلك واتحاد التجار، بأربع ولايات جنوبية هي أدرار، تمنراست، إليزي وغرداية، الأسبوع الماضي، من اقتناء فلفل أسود مستورد يحوي موادا عضوية لبقايا علف الزيتون الأسود، وملون أسود يستعمل في صنع رغوة الحلويات الشرقية بالجزائر. وأشارت مصادر من اتحاد التجار أن أصحاب محلات بيع التوابل ودكاكين العشابة بالولايات المذكورة، عمدوا إلى عرض المنتوج المذكور على شكل أكياس من وزن 25 كلغ، وبيعه بالتجزئة حتى يبدو الأمر عاديا بالنسبة للمواطنين المقبلين هذه الأيام على اقتناء التوابل المطلوبة في المطبخ الجزائري خلال شهر رمضان الكريم، وتشير مصادر الشروق، إلى إمكانية حدوث ردود صحية خطيرة لمن يستهلك كمية لا تتجاوز 10 غ من هذا الفلفل، لأن مادة الملون الغذائي تضم موادا حافظة تتسبب في أمراض خطيرة، بداية من القرحة المعدية، وما ينتج عنها من أعراض مرض سكري، وحدوث أورام سرطانية، إذا يعرض المسحوق الأسود إلى درجة حرارة الغليان. وأظهر عدد من التجار والمختصين في ميادين استيراد التوابل والمواد الغذائية ذات الصلة بالبهارات، الخروقات المعلنة بأسواق مدن الجنوب أمام مرأى مصالح الرقابة وفرق محاربة الغش، مطالبين الجهات المعنية بالقضية، فرض معايير تطبيق الآليات والنصوص القانونية التنظيمية، التي من شأنها تشديد الخناق على إجراءات إدخال مثل هذه المواد الحساسة لأرض الوطن، خاصة المواد ذات الصنف الغذائي، التي لا يمكن توفيرها في الأسواق المحلية في غير موسمها، ويتعامل مواطنون من المدن الجنوبية مع هذا النوع من السموم الغذائية المعروضة للبيع في محلات مرخص لها من طرف وزارة التجارة، حيث يباع هذه الأيام مسحوق أسود يحمل صفة الفلفل الأسود، بدكاكين ومحلات خاصة تتواجد على مرمى حجر من مقرات مصالح الإدارات المعنية بحماية المستهلك ومحاربة هذا النوع من الغش المفضوح المنتهج من قبل مرّوجيه الذين يلهثون وراء الربح السريع على حساب المواطن البسيط، في ظل غياب الرقابة الصارمة من قبل الجهات المختصة للكشف عن جريمة حقيقية في حق المستهلك الجزائري، حيث يباع تراب على أنه فلفل أسود في مختلف محلات الولاية، وهي القضية التي اتصلنا بشأنها بمديرية التجارة التي باشرت تحقيقاتها. وأشارت مصادر مسؤولة بمصلحة الرقابة بمديرية التجارة لولاية غرداية، أن مثل هذه التجاوزات والغش والاستهتار بصحة المستهلك الجزائري موجودة وسبق وأن تم ضبط عدد منها السنة الماضية بأسواق الولاية، وبالأخص بميدان تسويق التوابل والبهارات المستوردة من دول شرق أسيا، وتشير ذات المصادر إلى أن مصالحها ستبحث في القضية، وأنها ستباشر في فتح تحقيق معمق موازي للتحقيقات الأمنية في الموضوع.