يتحدث السفير الصحراوي في الجزائر، عبد القادر الطالب عمر، عن التطورات الحاصلة في القضية الصحراوية، والتفاعل الايجابي معها في الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويؤكد الدبلوماسي الصحراوي حضور القيادة للاجتماع الذي دعا إليه المبعوث الأممي للصحراء الغربية هورست كوهلر لطرفي النزاع، في اجتماع نهاية السنة بجنيف. ويعدد الطالب عمر الإخفاقات التي اعترت الرباط والضيق الذي تتخبط فيه، ووصف وضع المغرب أنه بين المطرقة والسندان، ويؤكد على وجود مخطط مغربي لتسميم دول الجوار بالمخدرات. القضية الصحراوية كانت حاضرة، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، سواء في تدخلات رؤساء الوفود، وفي لقاءات وفد صحراوي بالمبعوث الأممي هورست كوهر وقادة الدول، أي تقييم للقضية في هذا المحفل الدولي؟ القضية الصحراوية كانت حاضرة في الجمعية العامة في دورتها 73، العديد من الدول تناولت القضية وطالبت بضرورة إيجاد حل وتطبيق لوائح الأممالمتحدة ولوائح الاتحاد الإفريقي. الوفد الصحراوي مرتاحٌ للاتصالات والمداخلات، غالبية الدول من إفريقيا وأمريكا اللاتينية عبَّرت عن ضرورة تمكين الصحراويين من تقرير مصيرهم، الملاحَظ كذلك هذه المرة أن الأطراف التي كانت تتدخل لصالح الطرف المغربي كانوا تقريبا معدومين، وهذا مؤشر. المبعوث الأممي هورست كوهلر، دعا طرفي النزاع، وهما جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية، ودول الجوار الجزائر وموريتانيا، إلى اجتماع نهاية السنة في جنيف، هل ستكون القيادة الصحراوية حاضرة؟ بطبيعة الحال، جبهة البوليزاريو منذ صدور اللائحة في 24 أفريل الماضي عبَّرت عن ترحيبها بهذه اللائحة وعن استعدادها للدخول في مفاوضات دون قيد أو شرط، ولم تتأخر أي لحظة كلما دعا المبعوث الشخصي للأمين العام أو الأمين العام بذاته، هذا هو سلوك القيادة الصحراوية كما في برلين لما دعا المبعوث الشخصي للقضية الصحراوية، وأكد الوفد الذي التقى كوهلر أن القيادة الصحراوية جاهزة، وما عليه إلا تحديد الزمان والمكان، وهي ملتزمة بأن تحضر وتلتقي بالأمين العام ومبعوثه الشخصي لتحضير المفاوضات. العراقيل يتسبَّب فيها النظام المغربي، فهو يحاول التراجع ويغيِّر الظروف والإطار التي تجرى فيه المفاوضات ليتملص من كونها قضية تصفية استعمار، القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار، المغرب بلد محتل، احتل بلدا لم تتم منه تصفية الاستعمار، المغرب قوة احتلال، والقضية الصحراوية لم يتم انتهاء الاستعمار بها، اسبانيا لم تنهِ استعمارها وبقيت معلقة. المغرب تدخل ليعرقل تصفية الاستعمار وبالتالي الصراع واضح جدا، في القانون الدولي الصراع بين المحتل المغربي وشعب مقاوم هو الشعب الصحراوي، ولهذا الأممالمتحدة تتناول القضية في كل سنة وهنالك بعثات أممية للاستفتاء في الصحراء الغربية، المغرب الآن يحاول الخروج من هذا الإطار وتحويله إلى نزاع جهوي دون إطار محدد وصراع بين دولتين وهما يبحثان الحل. المؤسف أن هنالك دولاً نافذة في مجلس الأمن كفرنسا لا تريد للأمم المتحدة ومجلس الأمن إجبار النظام المغربي على تطبيق هذه اللوائح، وهذا ما نشهده في الفترة الأخيرة، المغرب كل مرة يفتعل حججا للتملص، لكن هامش المناورة يضيق عليه، لأن مجلس الأمن مطالب بإدارة المفاوضات، والمبعوث الأممي اشتغل لتنظيم المفاوضات، بعث برسائله والجبهة استجابت والأطراف المراقبة استجابت والنظام المغربي بين المطرقة والسندان، قبل 20 أكتوبر يجب أن يعطي جوابه (المغرب أعلن أمس الجمعة حضوره لقاء جنيف، والحوار أجري قبل الموافقة المغربية). هل يمكن القول إن الطرف الصحراوي قد نجح في الجلوس إلى طاولة في هذه المفاوضات دون أن يجسِّد المغرب مسعاه، الذي يطالب بأن يكون حوارها مع الجزائر، وإقصاء الطرف الصحراوي؟ بالفعل، النظام المغربي تراجع عن شيء سبق له أن سلّم به، والمفاوضات ليست الأولى، وسبق له أن سلّم بوجود طرف صحراوي وأجرى معه مفاوضات ونقاشات، هذا تراجع، هو عليه العودة إلى جادة الصواب والسير في الاتجاه المحدَّد، حتى تعود الأمور إلى نصابها. المغرب فشل في مسعاه لتحريف وتحويل النزاع من إطاره الحقيقي وهو تصفية الاستعمار إلى إطار آخر، وهذا هو المهمّ، يبقى النزاع في إطار قضية تصفية استعمار، هو عمِل على تحوير القضيَّة وجعلها نزاعا جهويا، لكن تيقَّن أن القضية في يد الأممالمتحدة والأطراف واضحة والمراقبون واضحون والحل ومنهجية الحل واضحة. نؤكد مرة أخرى، أن المغرب فشل، أما الأممالمتحدة فلم تضف شيئا، الأمور كانت قائمة وكان يجب أن تتم منذ زمن، والآن يجب عدم الاكتفاء بحضور المغرب للمفاوضات، بل الغاية من المفاوضات الوصول إلى حل وبعث ديناميكية جديدة وحقيقية ووضع حد لحالة الانسداد القائمة منذ عقود. عبد المجيد بلغزال، عضو المجلس الملكي الاستشاري المغربي للشؤون الصحراوية، قال إن بلاده تتمسك أيضا بكون قضية الصحراء “اختصاصا حصريا لمجلس الأمن”، و”لا مفاوضات دون حضور الجزائر”، ردا على الدعوة الأممية، ماذا يعني هذا؟ هو يحاول القفز وإخفاء القرائن والدلائل، هنالك الاتحاد الإفريقي الذي وضع آلية جديدة لمرافقة الأممالمتحدة، كما تم عقد لقاءات بين رئيس المفوضية الإفريقية والمبعوث الأممي هورست كوهلر والأمين العام للأمم المتحدة، والمسؤولين تناولوا القضية الصحراوية. المغرب يعيش على التناقضات، من ناحية يطبِّل ويزمِّر أنه عاد للقارة وغالبية الدول معه، وفي نفس الوقت يقول إنه يجب أن لا يحضر الاتحادُ الإفريقي في حل القضية الصحراوية، كما الحال مع زعمه أن الصحراويين معه يعيشون حياة رغيدة، لكنه يرفض مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة، ويقول إن الصحراويين محتجزون في مخيمات اللاجئين وينتظرون الفرصة لفك الحصار، نحن نقول له “برافو”، لماذا لا نستدعي المنظمات الدولية وننظم الانتخابات لنعرف حقيقة ما تقول؟ الأممالمتحدة تدعو للمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو، والأطراف المراقِبة معروفة، لكن المغرب ما زال يكرر اسطوانة بأنه لا مفاوضات إلا مع الجزائر، ولكن الدعوة الأممية واضحة وهي أن جبهة البوليزاريو مدعوّة وجالسة ولا وصيَّ عليها، خطاب المغرب السابق كان يلغي الجبهة نهائيا، فقط هو والجزائر وموريتانيا، ولا وجود لها، لكن الأممالمتحدة تستدعي الجبهة كطرف، كما قامت به في كل الجولات السابقة، إذن الأممالمتحدة سارت بالنهج المعروف والذي عملت به مع جيمس بكير وكريستوفر روس. النظام المغربي تكلم كثيرا، وملأوا الدنيا بأصواتهم أن لا مفاوضات، يحاولون تقديم شيء للرأي الداخلي وهذا لتخفيف الصدمة والفشل. يؤكد ذات المسؤول، أن أقصى ما يمكن أن تقدِّمه بلادُه هو مقترح الحكم الذاتي، كيف ستتعاملون مع هذا الإصرار؟ هذا الكلام يتكرر دائما، كما قلت آنفا النظام المغربي متناقض، لهم الخطاب الموجَّه للشعب المغربي ويحاولون أحيانا تصديره للخارج، لكن لغة العالم والمجتمع الدولي أن الصحراء غربية وليست صحراء مغربية، هي قضية تصفية استعمار وليس نزاعا جهويا، وأن لا سيادة له على الصحراء. ما يحاول إغفاله المغرب، أن الجمهورية الصحراوية دولة في الاتحاد الإفريقي وجبهة البوليزاريو معترف بها، المغرب يكتفي في خطابه الداخلي بالحكم الذاتي وفقط، وهذا الكلام لم يعد مقنعا حتى في الداخل المغربي، وهذا نفس المنهج الذي تتبعه القوة الاستعمارية، ففرنسا كانت تردد “الجزائر فرنسية” وتخلت عنه بعدها لتقول بفصل الصحراء وفشلت في هذا المسعى ثم نادت بالإبقاء على بعض المصالح، وفي الأخير تحررت واستقلت الجزائر. من المزاعم المغربية، التسويق لعلاقة بين جبهة البوليزاريو وإيران وعناصر من حزب الله ومحاولة توريط الجزائر، كيف ترى وتقرأ تفاعل الدول مع هذه التلفيقات؟ المغرب يحاول التموقع خاصة عندما تكون هنالك تغييراتٌ في السياسة الدولية للاستفادة أكثر، واليوم الصراع مشتدٌّ بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، النظام المغربي يقول هذه فرصة للتموقع عبر عرض خدماته، لهذا يعمل على تشويه البوليزاريو بزعم علاقة مفترضة مع إيران، وأنهما في نفس الصف، وعليه يجب أن يحاربا في نفس الدرجة، لكن ما هي الحجج لإقناع الآخرين لوجود علاقة معهم؟. أول جهة تدرك هذا الكذب هي الإدارة الأمريكية، وكل الغرب يفهم أن لا أساس له من الحقيقة، بالتالي هي ورقة فارغة يستخدمها النظام المغربي ليقدم نفسه ليكون حليفا، هو يعرض خدماته في الحلف الجديد، لكن المغرب قدَّم نفسه ولا أحد اشتراه، ثانيا البوليزاريو ليست بحاجة للسلاح الإيراني. كيف ستتعاملون مع مسعى 3 أعضاء في الكونغرس الأمريكي إلى مطالبة الرئيس ترامب بإقرار وجود علاقة بينكم وبين إيران، والحديث عما يسمونه “الأعمال الاستفزازية التي تصدر عن جبهة البوليساريو في الصحراء”، وتجديد التأكيد على ما يسمونه”جدية وواقعية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء باعتباره طريقا لتلبية تطلعات السكان في الأقاليم الجنوبية لإدارة شؤونهم الخاصة في سلام وكرامة”؟ هذه فقاعات إعلامية يحاولون تسويقها أمام النكسات التي اعترتهم، ولكن هذه النكسات لا يمكن أن يخفيها عضوان أو ثلاثة من عشرات أعضاء الكونغرس، أو بنشر ادعاءات في مقال صحفي، ويتم تكبيرها ونفخها، ولكن لما تنقشع السحب تتضح الأمور. نحن على ثقة أن الإدارة الأمريكية تدرك الحقيقية ولن ينساقوا إلى أمور لا أساس لها من الصحة والثقة لن تتجاوز أكثر من فقاعة إعلامية، وهي محاولة استهداف الموقف الأمريكي لتخفف الضغط عنهم، وخاصة أن الإدارة الأمريكية كانت سباقة للتأكيد على أنه لا يمكن إضاعة المزيد من الوقت. المغرب يعمل على كسب الود ولكن الأوراق المستخدَمة بائسة لا تأثير لها، أما فيما يخص دعاية الحكم الذاتي فهو ليس شيئا جديدا، والجميع تأكد أنه متجاوَز، قبل الحديث عن الحكم الذاتي يجب أن تُحسم مسألة السيادة للشعب الصحراوي والسيادة لا يُعترَف بها للمغرب، لما يُعترَف لسيادة المغرب يعنى لها الحكم الذاتي، الآن هو يعطي شيئا لا يملكه ولا أحقية له فيه. غداة تعيين ترامب، جون بولتون في منصب مستشار الأمن القومي، أظهرت الرباط ولو في وسائل الإعلام تخوفا، هل أراحكم هذا الخيار، من منطلق أن بولتون مقرب من جبهة البوليزاريو، وهل لمستم تحولا في مواقف الإدارة الأمريكية؟ بولتون رجلٌ كما هو معلوم اشتغل مع جيمس بيكر، ودرس القضية واطلع عليها، ولما كان ممثلا لبلاده في الأممالمتحدة تابع القضية، ويعرفها، وله كتاباتٌ في الموضوع، وبالتالي موقفه أن بعثات الأممالمتحدة لا تكون عالة وعبءا على الأممالمتحدة تستهلك الموارد دون تحقيق نتائج، هو يطالب بمزيد من المصداقية والفعالية للبعثات الأممية وهو أمرٌ جيد، وهذا لا يمكن تأويله لصالح طرف أو آخر، كما نسجل لبولتن خبرته في الملف ومعرفته بالطرق والفنيات لدفع الحل نحو الأمام. كيف ينظر الجانب الصحراوي إلى اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي؟ وهل من تفاؤل بإمكانية احتكام الجانب الأوروبي لقرار محكمة العدل الأوروبية؟ عبَّرنا عن ارتياحنا لما أصدرت المحكمة الأوروبية قرارها المعروف لصالح الشعب الصحراوي، وظهرت أوروبا في قضائها أنه مستقل ومنصف، رغم أن دولا عارضت وعملت ضد الصحراء وهي فرنسا وإسبانيا والبرتغال، وهنالك أطراف أخرى تحاول التحايُل على القرار وإعادة هذه الاتفاقية بإدخال الأراضي والمياه الصحراوية، وما يُؤخذ عليها أنهم يحاولون تغييب الشعب الصحراوي من هذه الاستشارات، حتى البعثة البرلمانية المرسَلة جاءت إلى الأراضي المحتلة فقط، وهذا ما يُؤخذ على هذه اللجنة “لجنة التجارة الخارجية” رغم أنها التقت ببعض الجمعيات الصحراوية المدافعة عن الاستقلال لكنها غيَّبت الجانب الآخر ولم تتحدث مع الصحراويين في الأراضي المحررة ولا في مخيمات اللاجئين، كما أن المغرب يعمل على ابتزاز أوروبا بورقة الهجرة. هنالك شكاوى كبيرة في الجزائر، من إغراق المغرب البلاد بشحنات هائلة من المخدرات، هل من معطيات عن انتهاج المغرب لهذا الأمر في مخيمات اللاجئين؟ هذا أمرٌ صحيح، ولسنا نحن من نقوله أو الجزائر فقط، مكاتب الأممالمتحدة تؤكد أن المغرب أكبر منتج للقنب الهندي، تقارير الخارجية الأمريكية تقول إن المغرب جنى 20 مليار دولار من المخدرات، ونحن في الممارسة العملية ورغم وجود جدار العار، يتم فتح ثغرات لمرور المخدرات بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية في شمال مالي، ونهج المغرب في قضية المخدرات معروفٌ وهو للتأثير على الشباب، ليس الإرهاب أكثر خطرا من المخدرات، السؤال لماذا السكوت عن ممارسات النظام المغربي؟