طالب الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، أمس، الأممالمتحدة القيام ب«تدخل عاجل" من أجل وضع حد للانتهاكات المغربية "الخطيرة" الممارسة في حق السكان الصحراويين في المدن المحتلة وضمان أمنهم وسلامتهم. وذكر الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليزاريو في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ب«المسؤولية الكاملة" التي تقع على الهيئة الدولية بخصوص الأوضاع في الصحراء الغربية التي تبقى آخر قضية تصفية استعمار في قارة إفريقيا. وجدد الرئيس الصحراوي في رسالته، مطالبة هيئة الأممالمتحدة بالتطبيق "الصارم" لمواد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في إقليم الصحراء الغربية لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. كما حث الأمين العام الاممي على العمل من أجل إطلاق سراح معتقلي "اكديم إيزيك" وكل المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في مختلف السجون المغربية، وكذا العمل لرفع الحصار المفروض على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، والوقف الفوري لعمليات النهب المكثف لثرواتها الطبيعية. وأكدت الرسالة أن هدف دولة الاحتلال المغربي من رفض كل اللوائح الأممية الخاصة بضرورة تقرير المصير معروف وواضح، بما يشكل "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي والقانون الإنساني العالمي بتعمده منع "المواطنين الصحراويين من التعبير عن موقفهم المنسجم مع مقتضيات الشرعية الدولية ضمن إستراتيجية الغاية منها فرض أمر واقع قائم على الاحتلال العسكري اللاشرعي لأجزاء من الأراضي الصحراوية وممارسة أفظع انتهاكات حقوق الإنسان ونهب الثروات الطبيعية. وأكد الرئيس غالي أن لجوء دولة الاحتلال المغربي الى الاستخدام الممنهج لمثل هذه الأساليب الاستعمارية المقيتة، يؤكد انعدام أية إرادة أو حسن نية لديها للتعاون مع الجهود التي تشرف عليها الأممالمتحدة والتي يقودها مبعوثها الشخصي، هورست كوهلر. وجاءت رسالة الرئيس الصحراوي، ردا على التدخل العنيف لقوات الأمن المغربية، الثلاثاء الماضي لقمع مظاهرات احتجاجية سلمية نظمها مواطنون صحراويون في مدينة العيون المحتلة خلفت إصابة عدد كبير من المتظاهرين بجروح متفاوتة الخطورة. واشنطن تجدد دعمها لتقرير مصير الشعب الصحراوي وفي سياق المطالب الصحراوية، جددت كتابة الخارجية الأمريكية دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ولجهود المبعوث الأممي، هورست كوهلر، عشية إطلاقه لجولة مفاوضات جديدة بين جبهة البوليزاريو والمغرب. وقال بابلو رودريغيز، مسؤول بكتابة الدولة الأمريكية أن بلاده تؤيد المسار الدبلوماسي للأمم المتحدة وجهودها من أجل التوصل إلى حل مقبول من طرفي النزاع ويأخذ بعين الاعتبار حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وجاءت توضيحات بابلو رودريغيز في تفنيد لما نسبته له وكالة الأنباء المغربية التي أكدت في برقية لها أن الولاياتالمتحدة تدعم من الآن فصاعدا مخطط الحكم الذاتي المقترح من قبل المغرب. وأكد الدبلوماسي الأمريكي على أهمية العودة إلى السياق الذي أطر إلى حد الآن "موقف المسؤولين بكتابة الدولة الأمريكية"، معتبرا مقترح مخطط الحكم الذاتي المغربي سوى مقاربة من جملة مقاربات طرحتها الأممالمتحدة على طرفي النزاع ومن بينها خيار تقرير المصير وأيضا فكرة الانضمام الى المغرب ولكن الرباط أصرت على رفض هذه البدائل. وهو ما جعله يؤكد أن الولاياتالمتحدة تؤيد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره على اعتبار انه مبدأ مكرس في القانون الدولي. وجدد رودريغيز دعم الإدارة الأمريكية المساعي التي يقوم بها، المبعوث الاممي الخاص الى الصحراء الغربية، هورست كوهلر ولمهمة بعثة "مينورسو" المتمثلة في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وتأتي توضيحات كتابة الدولة الأمريكية للتذكير بموقف الولاياتالمتحدة الذي يسعى المغرب إلى التأثير عليه في وقت يستعد فيه المبعوث الشخصي لإرسال دعوات للطرفين المتنازعين من أجل استئناف المفاوضات المباشرة.