رفض السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر طالب عمر، أمس، محاولة المملكة المغربية إقحام الجزائر في النزاع الدائر في الصحراء الغربية بهدف تحويله إلى نزاع جهوي. وأكد السفير الصحراوي خلال ندوة صحفية عقدها أمس، أن «الجزائر ليست طرفا في النزاع، وهي دولة جارة، تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره منذ الغزو المغربي للصحراء الغربية. وصف طالب عمر دعوة ممثل المغرب في الأممالمتحدة عمر هلال، إلى إشراك الجزائر في المفاوضات لتسوية القضية الصحراوية ب «المستفزة»، وبأنها «مناورات هستيرية» بعد قرار مجلس الأمن القاضي بالدخول في مفاوضات قبل نهاية العام الجاري. وأوضح الدبلوماسي الصحراوي أن ممثل المغرب يحاول الهروب من الواقع المغربي الذي يعاني من أزمة كبيرة في الداخل عقب القرار الأممي 2414، الذي ينص على عودة المفاوضات بشكل سريع، وتمكين بعثة الأممالمتحدة «مينورسو» من مهامها الحقيقية لتنظيم استفتاء تقرير المصير. وأكد أن النظام المغربي سيستخدم كل الأوراق للضغط على المبعوث الأممي والتأثير على مسار مساعي الحل التي يقوم بها، خاصة بعد جلسة مجلس الأمن الأخيرة. وأبرز الدبلوماسي الصحراوي أن النظام المغربي «لايزال يراوغ ويحاول عرقلة مسار التفاوض من خلال افتعال أزمات خاصة قبل مواعيد الاجتماعات المخصصة للتفاوض؛ بهدف تفادي الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي». وفي هذا السياق أعرب طالب عمر عن ارتياح جبهة البوليزاريو لما جاء في إحاطة كوهلر مجلس الأمن؛ حيث أكد على مساعيه في التوصل إلى حل دائم للصراع، في نفس الوقت الذي حذر من محاولة المغرب تغليط الرأي العام حول مسار المفاوضات بعد التصريحات التي أطلقها ممثله بالأممالمتحدة، وزعم فيها أن «الجزائر طرف في النزاع». وجدد استعداد جبهة البوليزاريو الذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية «على النحو الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي». وقال إن «جبهة البوليزاريو التي تعد الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي، تؤكد استعدادها الكامل للانخراط في عملية التفاوض مع المغرب على النحو الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير رقم 2414». كما أكد على التزام جبهة البوليزاريو التعاون مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر، منوها في ذات الوقت بالجهود الذي يبذلها لإيجاد حل عادل، يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره. ودعا السفير الصحراوي بالمناسبة، مجلس الأمن الدولي إلى «الوفاء بمسؤولياته بما يتماشى ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والاحترام الكامل لحق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير مصيره». للإشارة، فقد عبّر المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية في إحاطته الأربعاء الماضي إلى مجلس الأمن الدولي، عن رغبته في استئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع الصحراوي، جبهة البوليزاريو والمغرب قبل نهاية العام الجاري؛ ضمن مسعى حظي بدعم المجلس. وأعلن عن إرساله دعوتين للطرفين للانخراط في المفاوضات، مع تأكيده على صفة الملاحظ بالنسبة للجزائر وموريتانيا.