تناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها، الثلاثاء، معلومات جديدة بشأن قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كاشفة عن أن الاستخبارات الأمريكية لديها اعتقاد بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وراء أوامر عليا بتصفية خاشقجي. ووصفت الصحيفة في التقرير، بن سلمان بأنه “ولي العهد المتهور الذي انتقده خاشقجي في مقالاته في أعمدة مقالات صحيفة واشنطن بوست”، وفق ما نقل موقع “عربي 21”. وخاشقجي مختف منذ دخوله إلى قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، في حين أكد المسؤولون الأتراك، أنه قتل بعد دخوله للقنصلية، على يد وفد سعودي دخل إليها قبيل وصوله، ب”أوامر عليا” من القادة السعوديين. وأوردت الصحيفة في افتتاحيتها، أنه إذا صح أن النظام السعودي يستعد للاعتراف بأن خاشقجي توفي خلال استجواب بالخطأ، فإنه “يجب أن تكون هناك عواقب، ليس فقط لأولئك الذين أخطأوا في قتل الصحفي، ولكن أيضاً لمن أمر بالعملية غير القانونية في المقام الأول”، وتقصد بذلك ولي العهد. وأكدت أن معلومات استخباراتية أمريكية تشير إلى أن الأمر بالعملية ضد خاشقجي جاء من محمد بن سلمان نفسه. وقالت إن السعودية، حاولت حتى الآن، أن تكون جريئة، وتسكت الأسئلة حول قضية خاشقجي، الذي اختفى في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل أسبوعين. وأضافت أن النظام السعودي يوم الأحد الماضي، هدد في بيان “بالرد بإجراء أكبر” على أي عقوبة تنتج عن قضية خاشقجي، في حين طرحت وسائل الإعلام السعودية خطوات مثل خفض إنتاج النفط، وشراء الأسلحة من روسيا. ويوم الاثنين، أخبر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكالمة هاتفية بأنه يفتقد “لأي معرفة بما حدث”، ووفقاً لترامب: “بدا لي أنه ربما كان من الممكن أن يكونوا قتلة مارقين”. ولكن الصحيفة طالبت بمعرفة المزيد بوقت قريب، قائلة: “يبدو أن كل ما حدث لخاشقجي قد تم تسجيله على شريط فيديو أو شريط صوتي”. الرد على تهديدات الإعلام السعودي ورداً على ما هددت به الصحف السعودية، قالت واشنطن بوست: “قدمت المملكة العربية السعودية، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، 9 في المائة من واردات الولاياتالمتحدة من النفط عام 2017، أو حوالي 960 ألف برميل في اليوم. ولكن بفضل ثورة الصخر الزيتي، فإن الولاياتالمتحدة مستقلة بشكل أساسي في مجال الطاقة، فهي، وليست المملكة العربية السعودية، تعد الآن أكبر منتج للنفط الخام في العالم”. وأضافت أنه في العام الماضي، بلغ متوسط صادرات الولاياتالمتحدة من النفط اليومي 6.38 مليون برميل، أو ما يقرب من سبعة أضعاف الواردات السعودية. وتابعت بأنه في حال قلل السعوديون إنتاج النفط أو قاطعوا الولاياتالمتحدة، فإنهم قد يرفعون الأسعار مؤقتاً، لكن المستفيدين سيكونون شركات من الصخر الزيتي الأمريكي، التي ستملأ بمرور الوقت الفجوة، وتوجه ضربة مدمرة لصناعة النفط السعودية. أما بالنسبة لمبيعات الأسلحة، فيحتاج شخص ما لإطلاع ترامب على النتائج الفعلية للوعود التي قطعت عليه عندما زار الرياض العام الماضي. وكما يقول الخبير الأمريكي بروس رايدل من معهد بروكينغز: “لم يبرم السعوديون صفقة أسلحة رئيسية واحدة مع واشنطن بشأن مراقبة ترامب”. وعلاوة على ذلك، فإن إنهاء الإمدادات من قطع الغيار والدعم التقني الأمريكي، أمر لا تستطيع روسيا تقديمه. وقالت: “الحقيقة هي أن قيادة المملكة العربية السعودية، كما أشار ترامب نفسه بشكل فاضح، لن تستمر بدون دعم أمني أمريكي، وهي الطرف الذي سيخسر كل شيء من انقطاع العلاقات مع أمريكا، في حين أن الولاياتالمتحدة لم تعد بحاجة إلى المملكة بقدر ما كان الأمر عليه ذات مرة”. وختمت بالقول: “لقد أبدى ترامب للقادة السعوديين قيمة أعلى، وشجعهم على الاعتقاد بأنهم قادرون على التصرف بشكل متهور، وحتى إجرامي، من دون عواقب. مهما كانت نتيجة قضية خاشقجي، فإن إعادة تشكيل العلاقة مع السعودية إن لم يقم بذلك ترامب، فإنه يفترض بالكونغرس ذلك، وهذا حتمي الحدوث إذا لزم الأمر”. "كلماته لم تختفِ": صديقنا المفقود جمال خاشقجي https://t.co/QDB7jrmM9d via @YouTube #khashoggi #JamalKhashoggi @jkhashoggi جمال خاشقجي# — Karen Attiah (@KarenAttiah) October 16, 2018 Who needs Saudi Arabia? From the Editorial Board: https://t.co/sTRdJkaKff — Washington Post Opinions (@PostOpinions) October 16, 2018 واشنطن بوست تقول إن معلومات استخباراتية أمريكية تظهر أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل #خاشقجي.. مزيد من التفاصيل مع مراسل #الجزيرة pic.twitter.com/5qWM0XPKDt — الجزيرة – الخليج (@AJA_Gulf) October 16, 2018