الجيش النظامي يلغم مسارات الفارين أعلنت الأممالمتحدة أن 230 ألف شخص في سوريا فروا من منازلهم هربا من أعمال العنف في البلاد، ويأتي هذا في الوقت الذي أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بإجراء الانتخابات البرلمانية في ماي المقبل. وقال منسق مفوضية شؤون اللاجئين في الأممالمتحدة الخاص بسوريا إن ما يقرب من 30 ألف شخص نزحوا إلى تركيا ولبنان والأردن هربا من أعمال العنف في البلاد. وأوضح بانوس مومتزيس أن المئات يعبرون يوميا الحدود إلى دول الجوار. وأضاف أنه وفقا للهلال الأحمر السوري أن أكثر من 110 ألف شخص مشردون داخل سوريا. وقال مومتزيس إن حوالي 110 ألف شخص معظمهم من اللاجئين العراقيين في سوريا يعانون أزمات اقتصادية في الوقت الحالي نظرا لارتفاع أسعار السلع الأساسية. قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن السلطات السورية تقوم بزرع ألغام قرب حدودها مع لبنان وتركيا على طول الطرق التي يستخدمها السوريون الفارون من أعمال العنف. وأكدت المنظمة أن لديها إفادات متعددة من شهود عيان وخبراء في نزع الألغام وسط تقارير عن وقوع خسائر. ودعت في بيان لها السلطات السورية إلى التوقف عن زرع الألغام ووصفتها بأنها سلاح سيؤدي إلى مقتل وجرح مدنين لعدة سنوات قادمة. وقال البيان إن خبيرا سابقا في نزع الألغام بالجيش السوري أكد أنه ورفاقه أزالوا مطلع الشهر الجاري نحو 300 لغم من منطقة الحسينية الحدودية حيث الطرق التي يستخدمها اللاجئون السوريون في الوصول إلى تركيا. وضمن الإفادات التي أوردتها المنظمة ما قاله صبي في الخامسة عشر من عمره فقد ساقه أثناء محاولته إنقاذ صديق كان بين الفارين من القصف على حي بابا عمرو في حمص. وأكد الصبي أنه كان على بعد نحو خمسين مترا من الحدود حين انفجر اللغم وأودى بحياة صديقه. واعتبر مدير إدارة التسلح بالمنظمة ستيف غوس إن استخدام الألغام المضادة للأفراد لا يقبله الضمير الإنساني، وأضاف انه لا يوجد مبرر على الإطلاق لاستخدام مثل هذا السلاح الذي يقتل دون تمييز بواسطة أي دولة في أي مكان ولأي غرض. من ناحية أخرى قال مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان إنه ينتظر ردا الثلاثاء من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد لإنهاء العنف في البلاد ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت تركيا استضافة مؤتمر أصدقاء سوريا الشهر المقبل. وأوضح عنان في ختام مباحثاته مع المجلس الوطني السوري المعارض في العاصمة التركية أنقرة انتظر ردا من السلطات السورية اليوم لأنني عرضت عليهم مقترحات ملموسة. وكان عنان قد قدم الأحد في دمشق سلسلة من المقترحات للخروج من الأزمة السورية موضحا أن مباحثاته تناولت ضرورة الوقف الفوري لأعمال العنف والقتل والسماح بدخول المنظمات الانسانية والبدء بحوار. ومن جانبه قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني إن الحكومات الغربية وعدت بتقديم السلاح للمعارضة مشيرا إلى أن الهدف الآن هو استنفاذ الحلول السياسية والدبلوماسية. وفي غضون ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تعتزم استضافة اجتماع أصدقاء سوريا في الثاني من ابريل المقبل لبحث سبل الضغط على الرئيس السوري لوقف أعمال العنف. وتشارك في الاجتماع حكومات عربية وغربية. وحضرت أكثر من 50 دولة اجتماع أصدقاء سوريا الأول على مستوى وزراء الخارجية الذي عقد في تونس الشهر الماضي. ومن ناحية أخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه يجب على المعارضة المسلحة في سوريا أن تتوقف عن القتال في نفس الوقت تماما مثل القوات الحكومية ويجب مطالبتها أيضا بالانسحاب من مواقعها. وأوضح يجب أن يكون هذا متزامنا وألا يحدث أن تطالب قوات الحكومة المدن والبلدات دون أن تطالب الجماعات المسلحة بالمثل. وأضاف انسحاب القوات الحكومية من جانب واحد غير واقعي على الاطلاق. ومن ناحية أخرى، أكدت مصادر في مجلس الشعب السوري أن الرئيس السوري بشار الأسد أصدر مرسوما حدد بموجبه يوم الاثنين السابع من ماي المقبل موعدا لإجراء انتخابات برلمانية عامة. ويذكر أن هذه الانتخابات سوف تجري وفق الدستور السوري الجديد الذي ألغى أية امتيازات لحزب البعث الحاكم على المستوى السياسي والرسمي. أما ميدانيا، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بمقتل 12 عنصرا من قوات الأمن السورية في كمين نصبه منشقون في مدينة داعل في درعا. وقال المرصد في تمام الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش قتل 12 من قوات الأمن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل إثر كمين نصبته مجموعة منشقة. وأضاف المرصد أن واحدا وعشرين مدنيا قتلوا الثلاثاء برصاص القوات النظامية السورية، بينهم ثمانية فى محافظة إدلب وثمانية آخرين فى حمص. المرصد إنه عثر على 11 جثة لقتلى سقطوا جراء قصف القوات النظامية. وأكد أن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات الحكومية ومنشقين في محيط بلدة البارة بجبل الزاوية. ومن جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أنه جرى تشييع جثامين 15 من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمدنيين استهدفتهم مجموعات إرهابية مسلحة أثناء عملهم فى حماة ودرعا وحمص وريف دمشق وإدلب.