لفظت أمواج البحر بعين الترك في وهران، الثلاثاء، جثث ثلاثة أشخاص من "الحراقة" الذين غادروا مؤخّرا نحو السواحل الاسبانية، من بينهم امرأة، وفيما تناشد عائلات المفقودين الأربعة كافة الجهات المعنية لمباشرة عمليات بحث عن أبنائها ما تزال زوارق الموت تقلع من الشواطئ الغربية حسب تسجيلات فيديو تنشر يوميا. رمت أمواج البحر بشاطئ بوسفر في عين الترك بوهران جثّة امرأة، كما تمّ العثور على جثتي شخصين آخرين في الأربعينيات من العمر والذين يحتمل أن يكونوا ضمن أفواج "الحراقة" الذين فشلوا في الوصول إلى الضفّة الأخرى وهلكوا غرقا في عرض البحر، حيث سبق وأن تمّ العثور على 4 جثث متعفّنة خلال الأيّام القليلة الماضية بشواطئ وهران في عين الترك ومرسى الحجاج وأرزيو، بينما ما تزال عائلات أربعة "حراقة" مفقودين من ولاية مستغانم، تبحث عن أبنائها بعد انقلاب قاربهم الأسبوع الماضي من بين 17 شخصا، أين تمّ إنقاذ 13 من قبل مصالح حرس السواحل، فيما لم يتّم العثور على البقيّة، وتأمل العائلات المفجوعة في العثور على أبنائها أحياء خصوصا بعد تداول معلومات غير رسمية حول إمكانية إنقاذ عدد منهم بقارب آخر ل"حراقة"، حيث دعت إلى ضرورة تدخّل الجهات المعنية الاتصال بالسلطات الاسبانية للبحث عن المفقودين، وموازاة مع ذلك ما تزال قوارب الهجرة السرّية تنطلق من شواطئ ولايات مستغانمووهران وعين تموشنت نحو السواحل الاسبانية، إذ تظهر فيديوهات حديثة تنشر يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي رحلات بحرية لشباب في مقتبل العمر من مختلف الولايات وهم على مشارف القارة الأوروبية بعد تمكنهم من اجتياز مخاطر البحر بنجاح، فيما تكون مصالح حرس السواحل الاسبانية قد استقبلت المئات من المهاجرين السريين خلال شهري سبتمبر وأكتوبر في موجة هي الثانية من نوعها خلال سنة، ورغم كلّ الجهود الأمنية ما بين المصالح المشتركة وخطط مراقبة منافذ الهجرة السرّية والحملات التحسيسية، إلاّ أنّ الظاهرة لم تسجّل تراجعا بل ما تزال تستنزف المئات من الشباب والنساء والأطفال وعائلات بأكملها رغم المصير المأساوي الذي ينتهي بعدد معتبر من "الحراقة". ف.ص