اصطف سكان من كاليدونيا الجديدة، الأحد، أمام مراكز الاقتراع للمشاركة في استفتاء قد يجعل الأرخبيل الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادي أحدث دولة في العالم، في خطوة جاءت نتيجة عملية لإنهاء الاستعمار بدأت قبل 30 عاماً. وهذا أول تصويت بشأن تقرير المصير تشهده أرض فرنسية منذ تصويت جيبوتي بالاستقلال عام 1977. وتشهد المنطقة توتراً عميقاً منذ فترة طويلة بين السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال والمعروفين باسم الكاناك وأحفاد المستوطنين الاستعماريين الذين مازالوا موالين لباريس. ويتألف سكان الأرخبيل من نحو 40 في المائة من الكاناك السكان الأصليين، و27 في المائة من الأوروبيين، ويطلق الآخرون على أنفسهم اسم "المختلطين"، من أصول أخرى أو من دون انتماء، وهناك مهاجرون أصولهم جزائرية كانوا قد تعرضوا للنفي من بلادهم إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962). والسؤال المطروح في الاستفتاء هو: "هل تريد أن تحصل كاليدونيا الجديدة على سيادة كاملة وتصبح مستقلة؟". ولن يؤدي التصويت بالموافقة على الاستقلال إلى جرح كبرياء فرنسا فحسب ولكنه سيحرم باريس أيضاً من أن يكون لها وجود في منطقة المحيطين الهندي والهادي حيث تعزز الصين وجودها. وكانت فرنسا في الماضي قوة استعمارية وصل نفوذها إلى الكاريبي وإفريقيا جنوب الصحراء والمحيط الهادي. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الأسترالي أشخاصاً مصطفين أمام مراكز الاقتراع، وذكر مكتب المفوض الأعلى في العاصمة نوميا، أن نسبة الإقبال بلغت 42 في المائة بحلول منتصف يوم الأحد (بالتوقيت المحلي). ويحق التصويت لنحو 175 ألف شخص من أصل 280 ألفاً يعيشون في الأرخبيل. ووفقاً لاستطلاعات جرت الأسبوع الماضي من المتوقع أن تأتي نتيجة التصويت لصالح البقاء جزءاً من فرنسا. واعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة لكاليدونيا الجديدة في ماي بما وصفه "بآلام الاستعمار" وأشاد بالحملة "المشرفة" التي يقودها الكاناك من أجل الاستقلال. ويعتمد اقتصاد كاليدونيا الجديدة على مساعدات سنوية فرنسية قيمتها 1.3 مليار أورو (1.48 مليار دولار)، وكذلك على معدن النيكل الذي يشكل إنتاجها منه ربع الانتاج العالمي وعلى السياحة. وتتمتع كاليدونيا الجديدة بالفعل بقدر كبير من الحكم الذاتي ولكنها تعتمد بشكل كبير على فرنسا في أمور مثل الدفاع والتعليم. تبعد كاليدونيا الجديدة، التي اكتشفها المستكشف البريطاني جيمس كوك، أكثر من 16700 كيلومتر عن فرنسا وأصبحت مستعمرة فرنسية عام 1853. New Caledonia's Independence referendum ballot count in progress. Ouvéa islanders are independentists. #NouvelleCaledonie #ReferendumNC2018 pic.twitter.com/uihAfoRDyD — Linda Mazure ????️ (Vinotava) (@Vinotava) November 4, 2018 With just over half an hour to go until polls close, dozens are still waiting to vote in #NewCaledonia's referendum on independence from France pic.twitter.com/fgzsV68ptD — RNZ Pacific (@RNZPacific) November 4, 2018 After long separatist struggle, New Caledonia set for independence vote https://t.co/jUJ3tivWeq — Reuters World (@ReutersWorld) November 3, 2018