قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، إن أنقرة "لا تصدق" أن المتهمين بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ارتكبوا جريمتهم من تلقاء أنفسهم. جاء ذلك في تصريحات لصحيفة "زود دويتشي تسايتونغ" الألمانية، تطرق فيها إلى قضية اغتيال خاشقجي، وعلاقات تركيا مع ألمانيا والولايات المتحدة. وأضاف تشاووش أوغلو، أن "الأشخاص الذين حضروا إلى تركيا (لقتل خاشقجي) لم يتصرفوا من تلقاء أنفسهم، ونحن متأكدون من ذلك. ما كانوا ليتجرؤوا على فعل هذا الأمر، وبالطبع أنا لا أتحدث بدون دليل". وأشار إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طلب في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لقاءه في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، على هامش قمة العشرين، المقررة الجمعة والسبت المقبلين، ورد عليه أردوغان، بالقول "سنرى". وأكد الوزير التركي، استماعه للتسجيلات الصوتية المتعلقة بمقتل خاشقجي قائلاً: "خاشقجي قتل في غضون 7 دقائق. هذه جريمة ارتكبت عمداً". وأوضح أن الجريمة لم ترتكب لأن المتهمين بقتل خاشقجي فشلوا في إقناعه بالعودة إلى بلاده. وتابع مبيناً: "صوت خبير الطب الشرعي يُسمع وهو يعطي الأوامر. عند تقطيع الجثة كان يستمع إلى الموسيقى. يفهم من هذا أنه استمتع بفعلته". وأضاف تشاووش أوغلو: "إنهم أناس يحبون التقطيع. هذا مثير للاشمئزاز". وأكد الوزير، أن جهات كثيرة حمّلت بن سلمان، مسؤولية مقتل خاشقجي، فيما أبدى استغرابه من تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الجريمة. وكان ترامب قد شكك في تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه)، قالت فيه إنها توصلت إلى أن "بن سلمان" هو من أمر بقتل خاشقجي. وقال تشاووش أوغلو: "لا أدري لماذا تحدث ترامب بهذه الطريقة. ولا أدري إن كان هناك أدلة عند الأمريكيين لا علم لنا بها". وتابع: "كلمة ربما (التي استخدمها ترامب) غير كافية بالنسبة لنا، علينا أن نتأكد، فيما استطرد: "ثمة أسئلة كثيرة. من هم المتعاونون المحليون؟ أين الجثة؟". وأوضح أن: "المسؤولين السعوديين يريدون معلومات منا ولكن هم لا يزودوننا بالمعلومات. أرادوا إرسال صورة تقريبية للمتعاونين المحليين. لماذا الصور التقريبية؟ السعوديون يعلمون أسماءهم". وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة منذ أعلنت في 20 أكتوبر الماضي، مقتل خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوماً من الإنكار. وقدمت الرياض روايات متناقضة بشأن مصيره، قبل أن تقر بقتله وتجزئة جثته، إثر فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة إلى المملكة. وأثار ما حدث لخاشقجي موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة ومحاسبة الجناة، وخاصة من أمر بالجريمة، وسط اتهامات لبن سلمان بالوقوف خلفها. وأعلنت النيابة العامة السعودية، منتصف الشهر الجاري، أن من أمر بقتل خاشقجي هو "رئيس فريق التفاوض معه"، وأنه تم توجيه تهماً إلى 11 شخصاً، وإحالة القضية إلى المحكمة، مع المطالبة بإعدام 5 منهم. Saudi journalist's killers did not act alone: Cavusoglu https://t.co/izWMpSyJNa pic.twitter.com/nxj0vWC5Kp — ANADOLU AGENCY (ENG) (@anadoluagency) November 27, 2018