كشف أمس المكلف بالإعلام على مستوى الهلال الأحمر الجزائري لوهران عن استقبال أكثر من 170 ملفا لمفقودين يجهل مصيرهم من طرف أفراد عائلاتهم الذين تقربوا من مصلحة إعادة إيصال الروابط العائلية بغرض البحث عن مفقوديهم، وقد تم تسجيل هذا العدد منذ العام الماضي إلى غاية شهر أفريل الماضي، وأضاف ذات المتحدث أن أغلب هؤلاء المفقودين من المهاجرين غير الشرعيين ممن اتخذوا من قوارب الموت وسيلة لهم لبلوغ شواطئ اسبانيا. حيث سجل ارتفاع محسوس لمعدلات "الحرقة" في الأشهر الأخيرة لسنة 2006، وبالمقابل تزايد عدد العائلات المتوافدة إلى مقر الهلال الأحمر بعد ما فقدوا الأمل في العثور على ذويهم، خصوصا وأن أمواج البحر كانت تلفظ العشرات من الجثث كل أسبوع بشواطئ عين الترك، أرزيو وعين تموشنت، إضافة إلى ذلك ذكر أيضا أن هاته المصلحة أي المتعلقة بالبحث في فائدة العائلات مستحدثة بالهلال الأحمر الجزائري مقارنة مع نفس الهيئة في الدول الأوروبية، حيث لم يتم إنشاؤها إلا سنة 2005 بوهران وفي العاصمة بعد حدوث زلزال بومرداس سنة 2003 الذي سجل به عدة مفقودين، ويدخل ذلك في إطار تبادل التعاون بين الهلال الأحمر الجزائري ونظيره الأوروبي. هذا ولم تقتصر الملفات المودعة على البحث عن "حراقة" وإنما كذلك عن أشخاص اختفوا فجأة من مختلف الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، وذلك موازاة مع إيداع شكاوى لدى مصالح الأمن، وقد أسفرت جهود الهلال الأحمر الجزائري في إطار تقديم خدمة البحث عن تسوية ما يقارب ال 40 ملفا خلال نفس الفترة، إذ تم العثور على بعض المفقودين أحياء منهم قصّر ومختلين عقليا، بينما كشف ذات المصدر أنه تم العثور على أكثر من 10 مفقودين أمواتا، أغلبهم من "الحراقة" الذين فشلوا في مقاومة أمواج البحر العاتية وآخرين عثر على جثثهم مرمية، تبين أنهم تعرضوا إلى جرائم قتل أو ماتوا لأسباب صحية. من جانب آخر أشار المكلف بالإعلام على هامش معرض الهلال الأحمر الذي سيستمر إلى غاية 10 ماي الجاري إلى حملات جمع المشردين التي يقوم بها في فترات متفاوتة بالتنسيق مع مصالح الأمن والحماية المدنية، حيث ذكر أنه تم تسجيل ما بين 10 إلى 15 متشردا يتم جمعهم يوميا من شوارع وهران ونقلهم إلى ديار الرحمة، بينما ينقل المختلون عقليا إلى المستشفى الجامعي، وتتكثف هاته الحملات، خاصة في فترات الشتاء التي تعرف اضطرابات جوية كانت سببا في وفاة عدة متشردين تأثرا بالبرد. وأما فيما يتعلق بتكوين المسعفين، فقد ذكر نفس المصدر أنه يتم تكوين ما بين 4 إلى 5 أفواج في الشهر، حيث يتجاوز عدد أفراد الفوج 12 وذلك لمدة 10 أيام يستفيدون خلالها من تقنيات تقديم الإسعافات الأولية، وقد تم تكوين ما يزيد عن ألف مسعف. صالح فلاق شبرة