كشف رئيس مجلس إدارة الجزائريةالقطرية للصلب محمد صخر حرامي، عن بلوغ إنتاج مليوني طن من الحديد رسميا بمركب بلارة بولاية جيجل شهر جوان المقبل، ممثلا في حديد الخرسانة واللفائف الحديدية التي ستمون قطاع البناء والأشغال العمومية، كما ثمّن الاستقرار والهدوء اللذين يعيشهما مركب "سيدار" بعنابة، ومجمع "إيمتال"، الذي شهد تنصيب إدارة جديدة قبل بضعة أشهر، من طرف وزارة الصناعة والمناجم بعد تعيين طارق بوسلامة على رأس أكبر مجمع صناعي، ومساهمة كل ذلك في إنعاش الفروع وتسريع إنجاز المشاريع. وقال رئيس مجلس إدارة الجزائريةالقطرية للصلب في تصريح ل"الشروق" إن مركب بلارة لإنتاج حديد الخرسانة واللفائف الحديدية سيشرع في إنتاج مليوني طن من الحديد نهاية السداسي الأول لسنة 2019، ليكون بذلك قد بلغ القدرة الإنتاجية المسطرة له لدى توقيع الاتفاقية بين الجانبين الجزائريوالقطري، في حين سيتم دراسة ضخ استثمارات جديدة لبلوغ مستوى إنتاج يصل 4 ملايين طن لاحقا، وهذا بعد دراسة احتياجات السوق العالمية وطلباتها، حيث إن مركب بلارة سيجيب عن احتياجات السوق الوطنية أولا، كما قد يتجه بعد ذلك نحو التصدير. وأوضح المتحدث أن منتوج مركب الحديد والصلب سيوجه بالدرجة الأولى لقطاع الأشغال العمومية والبناء في الجزائر، محصيا توظيف 700 جزائري لحد الساعة، معظمهم من ولاية جيجل، وسيرتفع عدد الموظفين نهاية السداسي الأول لسنة 2019 إلى 1500 عامل، بتوظيف 800 آخرين، في حين أن عدد المناصب غير المباشرة سيصل إلى 5000 منصب عمل، وذلك في المشروع الذي تبلغ استثماراته ملياري دولار بشراكة جزائرية بنسبة 51 بالمائة منها 46 بالمائة لمجمع سيدار و5 بالمائة للصندوق الوطني للاستثمار و49 بالمائة الأخرى للجانب القطري ممثلا قطر ستيل المتحكم بعدة فروع بالعالم. وحسب محمد صخر حرامي، فإن مركب بلارة مشروع ضخم يضم 10 مصانع منها 3 مصانع درفلة، اثنان منها دخلت حيز الخدمة خلال السنة الجارية، إضافة إلى فرنين، الأول في آخر مراحل الإنجاز، وسيدخل حيز الخدمة قبل نهاية سنة 2018، والثاني خلال السداسي الأول للسنة المقبلة، وكذا محطة تحويل كهرباء ضخمة، إضافة إلى مصنع الاختزال المباشر ومصنع إنتاج الجير ومصنع معالجة المياه ووحدة فرز الغازات. وتحدث رئيس مجلس الإدارة عن الأهمية التي يوليها مركب بلارة للتوظيف وتكوين اليد العاملة والتي يتم انتقاء معظمها من سكان المنطقة، أي ولاية جيجل والولايات المجاورة، قائلا: "سكان المنطقة يتخرجون من الجامعات ومراكز التكوين المهني، ثم يظفرون بتكوين ببلارة، على مستوى المدرسة المتواجدة داخل المصنع من طرف الشركات المنتجة وخبراء جزائريين، يتقاضون خلاله راتبا معينا، ثم يوظفون بولايتهم الأصلية، نساء ورجالا". واعتبر رئيس الجزائريةالقطرية للحديد والصلب أن كل ذلك ساهم في لم شمل العديد من العائلات التي كان أبناؤها يسافرون بعيدا بحثا عن العمل، كما ثمن الحركية والديناميكية التي باتت تتمتع بها ولاية جيجل بعد أن عرف المشروع طريقه إلى النور، حيث انتعش النشاط التجاري، وتم توسيع الطريق السيار شرق غرب بالمنطقة وعرف ميناء جنجن حركية كبرى، ليساهم في تحويل الولاية إلى منطقة صناعية واقتصادية بامتياز، وتوظيف أبنائها وإنقاذهم من البطالة. وبالمقابل، ثمن المسؤول الجزائري الجهود التي يبذلها الشريك القطري، والذي آمن بالشراكة في ولاية جيجل منذ البداية، وفتح تكوينات لعمال بلارة بمصانعه بقطر في مجالات عديدة كالصيانة والإعلام الآلي وغيرها من الفروع، وكل ذلك ساهم في نقل الخبرة إلى الجانب الجزائري.