قالت مصادر محلية إن وزير خارجية بوركينا فاسو، جبريل باسولي، التقى صباح الثلاثاء وجهاء مدينة غاو وسط مالي حول الأوضاع الأمنية والاجتماعية في المنطقة. وأوضحت المصادر لوكالة لأنباء التركية، أن باسولي توجه بعد ذلك إلى مدينة كيدال للقاء القادة الميدانيين لحركة أنصار الدين المحسوبة على القاعدة لبحث مقترحات رئيس بوركينا فاسو ابليز كومباوري، الوسيط من منظمة التنمية الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، لحل الأزمة الأمنية في شمال مالي. وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها مسؤول رسمي بعد سيطرة الجماعات المسلحة على مناطق الشمال في مالي في مارس 2012 بعد الإطاحة بنظام الحكم في باماكو عن طريق انقلاب عسكري. كما زار وفد من حركة أنصار الدين برئاسة زعيمها إياد آغ غالي العاصمة البركينابية واغادوغو، قبل شهر، التقى خلالها بكبار المسئولين الرسميين. وتسيطر الجماعات المسلحة المحسوبة علي حركة تحرير أزواد، و حركتي أنصار الدين، والتوحيد و الجهاد، المحسوبتين علي تنظيم القاعدة على المناطق الشمالية من مالي، وذلك منذ الانقلاب العسكري ، والذي ترك فراغًا في السلطة المركزية. وكان وزراء خارجية دول الميدان قد أكدوا الاثنين في نيامي ان إيجاد حل للازمة في مالي يتطلب "عملا حازما و عاجلا" معربين عن التزامهم بمرافقة هذا البلد الجار "الى غاية التطبيع التام للوضع" السائد في هذا البلد. وفي بيان ختامي نشر عقب أشغال هذا اللقاء الوزاري الذي شارك فيه عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية وجه المشاركون نداء ملحا للماليين لكي " يتفقوا و يتصالحوا و يجتمعوا حول مبادئ الوحدة الوطنية و الوفاق و السلم". كما أكدوا أن "إيجاد حل للازمة في مالي يتطلب عملا حازما وعاجلا". وأوضح البيان ان هذا العمل يجب ان يتمحور أساسا حول " الحفاظ على الوحدة الوطنية و السلامة الترابية لمالي" و "تنصيب سلطات انتقالية قوية و توافقية في باماكو" و " إيجاد حل سياسي تفاوضي بين الحكومة والجماعات المسلحة المتفتحة على الحوار و التي تحترم الوحدة الوطنية لمالي و تنبذ الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان وكذا اللجوء إلى كافة أشكال العنف" و " اللجوء إلى القوة المسلحة للقضاء على الجماعات الإرهابية التي تنشط في مناطق شمال مالي ". كما يجب ان يتمحور حول "إعادة هيبة الدولة من خلال إعادة نشر الإدارة المالية والقوات المسلحة و قوات الأمن عبر كافة التراب" " والمكافحة الدائمة والحازمة للإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان وكذا " مواصلة وتعزيز المساعدة الإنسانية للاجئين والمهجرين". من جهة أخرى أعرب المشاركون في اجتماع مالي عن ارتياحهم للمشاورات الجارية من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية " توافقية و ممثلة لكافة القوى الحية للأمة" ودعوا كافة الماليين الى " الانضمام" إلى هذا المسار والمجموعة الدولية إلى دعمه.