ندد المجتمع الدولي و الحكومة المالية بشدة قيام الجماعة المسلحة "أنصار الدين" المتطرفة بتدمير مواقع اثرية واضرحة بمدينة تومبكتو بشمال مالي التي صنفتها منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) كموقع للتراث العالمي منذ 1988. وكانت السلطات المالية قد طلبت من اليونيسكو وضع مدينة تمبوكتو على قائمة التراث العالمي بعد استيلاء متمردين انفصاليين آخرين على الجزء الشمالي من الدولة اين حظيت بالموافقة. و ياتي هذا التطور "غيرالمسبوق" في الشان المالي وسط تنديدات محلية ودولية والتي اعتبر البعض منها ان عمليات التدمير ترقى الى "جرائم حرب". وكانت منظمة اليونسكو الآولى من اعربت عن أسفها للتدمير "المأسوي" لأضرحة مدينة تمبكتو التي لا يزال مستمر الى حد الساعة من جانب المسلحين حيث دعت على لسان رئيستها أليساندرا كامينز "كل المشاركين في النزاع في تمبكتو الى تحمل مسؤولياتهم لما فيه مصلحة الاجيال المقبلة بهدف الحفاظ على تراث الماضي". و من جانبها وصفت حكومة مالي هذا العمل بال"عنف المدمر الذي يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب" كما توعدت بملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال في مالي و خارجه. وأدانت الجزائر على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية تدمير الاضرحة بتومبوكتو و المصنفة كموقع للتراث العالمي قائلا أن "الجزائر تدين تدمير الأضرحة بشمال مالي و الذي يستهدف تراثا ثقافيا و اسلاميا يعتبر جزءا من الذاكرة الجماعية للماليين وتراثا مشتركا تتقاسمه الجزائر ومالي اللذان تجمع شعبيهما علاقات عتيقة تقوم على مبادلات ثقافية و عقائدية مثمرة و ثرية". وأكد أن "الجزائر تدعو بإلحاح كل الفاعلين في مالي إلى الحفاظ على هذه الثروة و هذا التراث الذي يندرج في قائمة التراث العالمي للبشرية لفائدة الأجيال الصاعدة و استمرار ترسيخ الرموز التي ميزت تاريخ مالي و المنطقة". ونددت منظمة التعاون الاسلامي هي الاخرى قيام جماعات متطرفة بهدم مواقع تاريخية في مدينة تيمبكتو داعية الى اتخاذ الاجراءات الضرورية والخطوات المناسبة من أجل حماية المواقع التاريخية والحفاظ عليها. وتاتي هذه التنديدات في وقت جدد فيه قادة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا/ايكواس/ في قمة عقدوها بياموسوكرو/كوت ديفوار/ التزامهمم بتسوية سلمية للازمة المستعصية التي تشهدها مالي غير انهم لم تستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري اذا تحتم الامر. و دعا القادة الافارقة إلى"الاسراع" في استصدار قرار اممي يسمح بارسال قوة عسكرية اقليمية إلى مالي للتصدي للجماعات المسلحة التي بسطت نفوذها على كامل المنطقة" دون منازع "بعد ان طردت طوارق "الحركة الوطنية لتحرير الازواد"في معارك دامية خلفت 20 قتيلا على الاقل. ومن اجل ايجاد حل للازمة المالية تستضيف واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو السبت قمة مصغرة لرؤساء دول غرب افريقيا مع ممثلين عن الطبقة السياسية والمجتمع المدني في مالي بهدف الشروع في تشكيل "حكومة وحدة وطنية" في مالي. و قال وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسوليه الذي تقود بلاده وساطة غرب افريقيا لحل الازمة المالية في تصريحات للصحافيين اليوم ان "بلدان مجموعة الاتصال حول مالي سيلتقون يوم السبت القادم لتقييم العملية الانتقالية المالية". الا انه من جهتها قامت الجماعات الاسلامية المتحالفة التي تسيطر على شمال البلاد بزرع الألغام في المناطق المحيطة بمدينة "غاو" وواصلت هدم أضرحة و مزارات بمدينة "تومبكو "حسبما أعلنه ممثل الحركة الوطنية لتحرير الازواد اليوم الثلاثاء. و أوضح المصدر أن "انصار الدين" لجاؤو الى هذه الخطوة تحسبا لهجوم محتمل قد تقوم به حركة الطوارق او جنود القوة الافريقية التي تنوي دول غرب افريقيا ارسالها الى المنطقة" كما قاموا بمنع السكان "من مغادرة المدينة اتجاه العاصمة باماكو و هم ستخدمونهم كدروع بشرية".