شيع بعد عصر السبت، جثمان المجاهد بلقاسم منصوري، وذلك في مقبرة ذراع الزيتون بمدينة آريس بباتنة، وقد توفي الفقيد عن عمر يناهز 80 سنة، إثر معاناته من المرض خلال الأشهر الأخيرة، وقد كانت آخر مهمة تولاها، مسؤول محافظة جبهة التحرير الوطني بقسمة آريس بباتنة. ويعد المجاهد الراحل بلقاسم منصوري، من مواليد 1938 بزلاطو (إينوغيسن حاليا) بباتنة، درس في كتاتيب القرية، وفي الابتدائي تلقى العلم على يد أساتذة مدرسة جمعية العلماء المسلمين بآريس، منهم المجاهد السعيد عبيد الذي توفي منتصف هذا العام، لينتقل إلى قسنطينة لمواصلة دراسته في معهد عبد الحميد بن باديس، رفقة بعض رفقائه، منهم الشهداء الصادق بوكريشة وعمار عاشوري وإسماعيل مختاري وحابة محمد وغيرهم. وإذا كان والده يعد من الرعيل الأول للثورة التحريرية، فإن المجاهد بلقاسم منصوري التحق برفقاء السلاح في عام 1956، بعدما تلقى اتصالا من قائد الفرقة، الشهيد عمار زردومي، حيث شارك المجاهد الراحل بلقاسم منصوري في عدة معارك دامية ضد الاستدمار الفرنسي، منها معركة تاجرنيت 1957، ومعركة تاجرنيت الثانية سنة 1959، ومعركة اصفيح بوزكور، إضافة إلى مشاركته في عدة كمائن، مثل كمين ثنية لعبار بين بوحمامة ولمصارة، وكمين ثنية بولغمان، وكمين ثنية تنوغيست بين بوزينة ولرباع، وغيرها من مناطق وجبال الأوراس. بعد الاستقلال تولى عدة مهام إدارية وسياسية كمسؤول بحزب جبهة التحرير الوطني في عدة ولايات من الوطن، واستقر به المقام لمدة طويلة في قسمة آريس. وشهد العام 2018، رحيل عدد معتبر من مجاهدي وقيادات منطقة الأوراس، من ذلك المجاهد مصطفى بن عبيد المدعو مسعود عبيد الذي جمع بين الجهاد والعمل الإصلاحي في المدرسة الباديسية، إضافة إلى المجاهد عيسى بخوش الذي يعد أحد قيادات الثورة في منطقة مروانة بباتنة، والمجاهد أحمد قادة، آخر الراحلين من مجموعة الخارجين عن القانون الفرنسي، أو ما يصطلح عليهم بلصوص الشرف الذين رفعوا السلاح ضد الاستدمار الفرنسي قبل اندلاع الثورة التحريرية بعدة سنوات.