شيع بعد ظهر الأحد، في جو مهيب، جثمان الأمين الولائي السابق لمنظمة للمجاهدين لولاية باتنة والضابط في جيش التحرير مصطفى بن عبيد المدعو مسعود عبيد، بعد أن توفاه الأجل السبت عن عمر يناهز 91 سنة، اثر متاعب صحية حتمت عليه إجراء عملية على مستوى الدماغ، وقد شيع جثمان الفقيد في المقبرة المركزية ببوزوران وسط مدينة باتنة بعد أداء صلاة الجنازة في مسجد 1 نوفمبر. الفقيد مصطفى بن عبيد (مسعود عبيد) من مواليد 27 مارس 1927 بأولاد شليح بباتنة، وهو أحد الشخصيات البارزة في عاصمة الأوراس، بالنظر إلى تاريخه الحافل بالكفاح والتضحيات، حيث جمع بين التعليم والكفاح ومعركتي التحرير والبناء، فهو خريج جامع الزيتونة بتونس، بعدما حصل على شهادة التطويع، ما جعله يكون خادما للمدرسة الباديسية مع مطلع الخمسينيات، حيث تم تعيينه معلما في مدرسة إينوغيسن ثم عزابة بسكيكدة وعين زعطوط ببسكرة، قبل أن يلتحق بالثورة التحريرية يوم 6 فيفري 1955، بعد ما اتصل رفقة أحمد معاش بالقائد الحاج لخضر الذي رحب بهما في ظل حاجة الثورة إلى مثقفين أمثالهما. وقد شارك مسعود عبيد في عديد العمليات العسكرية من بينها معركة جبل أمزدور بنواحي نقاوس، كما ذاق مرارة السجون الاستعمارية سنة 1956، قبل أن يطلق سراحه بعد حوالي 50 يوما من الاعتقال والتعذيب، وقد كلف الفقيد بمهام سياسية من طرف قيادة الولاية الأولى التاريخية، كما قلد برتبة ضابط، وتولى مهمة إخباري المنطقة، في جبال القصبات ورأس العيون وأولاد سلطان وأولاد سي سليمان ونقاوس وبريكة. كما يعد من المقربين للعقيد الحاج لخضر، أحد أبطال وقيادات الثورة بمنطقة الأوراس. وساهم المجاهد الراحل مسعود عبيد بعد الاستقلال في مسيرة البناء، وفي مقدمة ذلك كتابة تاريخ ثورة التحرير والتكفل بمشاكل الأسرة الثورية ونشر الوعي الوطني في أوساط الشباب والمجتمع خلال الندوات والملتقيات الفكرية والتاريخية والمناسباتية، وهذا طيلة فترة توليه الأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين لولاية باتنة. وكان وزير المجاهدين الطيب زيتوني قد تقدم بتعازيه إلى كافة أفراد عائلة الفقيد ورفاقه في الجهاد، واصفا إياه بالمجاهد الرمز والغيور على وطنه، نظير ما قدمه من جليل الأعمال في معركتي التحرير والبناء.