توفي المجاهد أمحمد حابه، صبيحة الجمعة، بمقر سكناه بآريس (باتنة)، عن عمر يناهز 83 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، حيث ستشيع جنازته اليوم، بعد صلاة الظهر بمقبرة قرية لقصر التابعة لبلدية تكوت بباتنة. إذا كان المجاهد الراحل أمحمد حابه، قد ترك بصمته خلال الثورة التحريرية، من خلال توليه مسؤوليات هامة، فإنه يعد من القيادات العسكرية التي شاركت في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس الراحل هواري بومدين المنبثقة عن تأسيس حركة 14 ديسمبر 1967 لضباط الجيش الوطني الشعبي بقيادة العقيد طاهر زبيري والرائد عمار ملاح ومحمد الطاهر بورزان (الذي استهدف بومدين بالرصاص) وغيرهم من الضباط الذين ينتمون في غالبيتهم لمنطقة الأوراس، حيث برروا حينها اللجوء إلى محاولة الانقلاب بسبب ما وصفوه بممارسة بومدين الديكتاتورية في الحكم، ومنح الأولوية لمن سموهم ب"ضباط فرنسا"، علما أن هذه العملية خلفت حملة اعتقالات واسعة، وتم سجن عدد كبير من المتهمين، ولم يطلق سراح أغلبهم إلا بعد قرار العفو الذي أصدره الرئيس الشاذلي بن جديد مباشرة بعد توليه الحكم. ويعد المجاهد الراحل أمحمد حابه، أحد أبرز قيادات الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس، حيث ولد عام 1933 بقرية شناورة بتكوت، وقد شرع في مرحلة النضال في وقت مبكر تحت لواء حزب الشعب، كما واكب مسيرة ثورة التحرير منذ اندلاعها مطلع نوفمبر 1954، وشارك في عدة معارك طاحنة ضد قوات الاستدمار الفرنسي، بمعية قيادات ثورية معروفة بمنطقة الأوراس، على غرار الصادق جغروري وحسين برحايل وأحمد قادة وأحمد نواورة ومحمد الصالح يحياوي وعمار ملاح وغيرهم، في الوقت الذي تدرّج في ترقية الرتب العسكرية، منها عسكري الناحية وصولا إلى تعيينه كمسؤول على الناحية الأولى آريس، بمساعدة عدة إطارات مثل معاليم الطاهر (مسؤول عسكري)، وعبد الباقي بن عباس (إخباري الناحية)، ويوسف نوري (سياسي الناحية) ثم بشير نقاوسي عضو بالناحية مكلف بالتموين. وحسب شهادة المجاهد حابه أمحمد، قبل وفاته، فإن ناحية آريس كانت الأصعب والأخطر، بسبب التواجد المكثف لقوات العدو الفرنسي، وكذا أبراج المراقبة في الأماكن المهمة، إضافة إلى كثرة الثكنات العسكرية. كما تم تعيينه في السنوات الأخيرة من الثورة مسؤولا عن المنطقة الرابعة بأمر من قائد الولاية الأولى التاريخية طاهر زبيري.