عرفت بلدية إينوغيسن بباتنة، تنظيم يوم سياحي بمبادرة من الجمعية الثقافية "أوراس إينوغيسن"، وهذا وفق برنامج تضمن جولة ميدانية للتعرف والتعريف على الكنوز الطبيعية والأثرية بالمنطقة، وتخللتها جلسات شعرية وموسيقية على وقع شلالات "هوشنت" وسحر الطبيعة التي تتميز بها المنطقة. وقد رافقت "الشروق" مجريات هذه الجولة السياحية التي نوه بها الكثير، خاصة في ظل تواجد عدد معتبر من الزوار على مستوى منطقة الأوراس، على غرار آريس ومنعة وثنية العابد وتكوت وخنشلة، إضافة إلى زوار قدموا من بسكرة وورقلة وسوق أهراس، حيث كانت البداية من المنبع الطبيعي "هيفكرث غير بعيد عن مرتفعات أورميس. ليتم التوجه مباشرة إلى شلالات قرية هوشنت المعروفة بتنوعها الطبيعي بين ارتفاع الجبال وخرير المياه وكثرة السواقي التي تدعم بساتين إينوغيسن المشهورة بفاكهة التفاح، وتواصلت المسيرة نحو قرية تاجرنيت في المرتفعات الواقعة تحت سفوح جبال شيليا، حيث وقف الزوار والمواكبين للرحلة على المناظر التي تجمع بين الطابع الجبلي وكثرة البساتين المحيطة بمنابع الوادي الأبيض، إضافة إلى قمة تيمعمرث المرتبطة بأحداث وحوادث الثورة التحريرية، من ذلك استشهاد 7 مجاهدين داخل مغارة اختناقا بالسلاح النووي بعدما رفضوا تسليم أنفسهم لعساكر الاستعمار الفرنسي. وقد تخللت محطات اليوم السياحي جلسات شعرية بالأمازيغية بين الحين والآخر مصحوبة بأغاني ووصلات موسيقية تحت ضلال الأشجار الجبلية، بفضل إبداعات العديد من الوجوه الشابة والمخضرمة ممن واكبت برنامج اليوم السياحي المسطر لهذا الغرض. وأكد رئيس الجمعية الثقافية "أوراس إينوغيسن" سعد مرداسي للشروق بأن الغاية من تنظيم هذا اليوم السياحي هو التعريف ببلدية إينوغيسن، ونفض الغبار عن الكنوز الطبيعية والأثرية التي تتمتع بها، والمساهمة في جعلها قطبا سياحيا جذابا، خصوصا وأنها تتوفر حسب قوله مقومات ترقية السياحة الجبلية، وهو نفس الكلام الذي ذهب إليه أستاذ التاريخ إسماعيل عايشي الذي أشار إلى الماضي التاريخي لبلدية إينوغيسن قبل وأثناء الثورة التحريرية، ناهيك عن جمالها الطبيعي وتنوع منابعها المائية. فيما أكد رئيس البلدية عبد المجيد مختاري الذي التقينا به صدفة خلال حفل تأسيس جمعية نوميديا الثقافية في الهواء الطلق بشلالات هوشنت، بأن المجلس البلدي يشجع الشبان وأعضاء المجتمع المدني وجميع الأطراف الفاعلة للمساهمة في ترقية السياحة بمنطقة إينوغيسن، مشيرا إلى تأسيس 18 جمعية شبانية وثقافية، ما يعكس حسبه الحرص على فسح المجال لكل من يطمح في منح الإضافة اللازمة في هذا الجانب.