شرعت مصالح وزارة الفلاحة، السبت، في توزيع أولى دفعات اللقاح المضاد لطاعون المجترات الصغيرة، وهو الوباء الذي أباد عشرات آلاف رؤوس الماشية عبر عديد الولايات، وساهم في اتساع رقعته ندرة اللقاح، والتجاوزات التي سجلت في توزيعه، وهي التجاوزات التي يخشى تكرارها خلال العملية الجديدة، سيما مع ضآلة الحصص الموزعة على الولايات. يعيش موالو ولاية الجلفة حالة قلق كبيرة جراء الانتشار الكبير لوباء طاعون صغار المجترات، والذي بدأ في الزحف نحو الجهة الشمالية للولاية، أين تم إحصاء ما يقارب 300 بؤرة بعدة مناطق بالولاية بسبب عدم استفادة موالو هذه المناطق من اللقاح في الوقت المناسب، وقد عبر عدد من الموالين المتضررين عن استيائهم من التأخر الكبير في توفير اللقاح، والتمييز بين الموالين من طرف المصالح البيطرية في عملية التلقيح وحتى في تسجيل عدد رؤوس الماشية التي نفقت بسبب الطاعون قبل حرقها، والذي كان له الأثر السلبي والسبب المباشر في نفوق أعداد كبيرة من رؤوس الماشية، مطالبين بضرورة الشفافية في عملية التلقيح بعد استفادة الولاية من 250 ألف جرعة لقاح والتي تعتبر حصة ضئيلة جدا بالنظر إلى عدد رؤوس الماشية المتواجدة بالولاية والتي تفوق 20 مليون رأس كلها بحاجة إلى التلقيح، وقد عبر موالو ولاية الجلفة عن تذمرهم واستيائهم من تمديد فترة غلق الأسواق لشهر آخر، مما كيدهم خسائر معتبرة. وغير بعيد عن الجلفة، من المقرر أن تنطلق اليوم الأحد، عملية تلقيح قطعان الماشية ضد داء الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة بالمسيلة، بعد وصول أولى كميات اللقاح المقدرة بربع مليون جرعة تم استيرادها من دولة النيبال، بعد حوالي 3 أشهر من ظهور هذا المرض. وقررت مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، حسب ما علمته "الشروق"، الشروع في تلقيح القطعان بالمناطق التي شهدت ظهور بؤر المرض على غرار العديد من بلديات الجهة الجنوبية للمسيلة مثل عين الملح وغيرها، حيث سيسهر على ذلك البياطرة الخواص وبإشراف من البياطرة العموميين وتحت وصاية لجان الدوائر التي تم انشاؤها قبل أسابيع وباشراك رؤساء المكاتب الفلاحية. إلا أن هاجس الموالين والمربين، حسب ما استقته الشروق يبقى الإسراع في العملية وفعاليتها تفاديا لضياع المزيد من رؤوس الماشية بسبب ظهور أكثر من 33 بؤرة مؤكدة والتي كانت سببا في نفوق المئات من الأغنام والخرفان والتي تظل غير مضبوطة العدد نتيجة التضارب الحاصل وغياب أرقام رسمية، خاصة أن المسيلة من بين الولايات الرائدة في تربية الماشية وتحصي حسب إحصائيات رسمية أكثر من 2 مليون رأس. كما استفادت ولاية البويرة منذ نهار أمس، من حصة تفوق 50 ألف جرعة لقاح خاصة بداء طاعون المجترات الصغيرة ستشرع المصالح المختصة في توزيعها على مختلف البلديات، في الوقت الذي مددت المصالح الولائية قرار غلق أسواق الماشية إلى أجل غير مسمى لاسيما بعد تأكيد تسجيل 3 حالات للداء الفتاك بكل من سور الغزلان وواد البردي. وتعتبر الحصة المستلمة بولاية البويرة من أصل دفعة أولية وزعتها المصالح المركزية والبالغ عددها 5 ملايين جرعة، حيث وجهت للولايات المتضررة ومنها البويرة التي أكدت مؤخرا المصالح البيطرية بها تسجيل 3 بؤر مصابة بطاعون المجترات بكل من سور الغزلان وواد البردي وأكدتها التحاليل المخبرية الخاصة، مضيفة نفس المصادر بأن 50 ألف جرعة المستلمة بالولاية ستخصص بالدرجة الأولى إلى البلديات المسجل بها تلك البؤر وكذا البلديات المجاورة للولايات المصابة على غرار المسيلة والمدية.