عاد بقوة اللاعب الجزائري مهدي زفان في الفترة الأخيرة مع ناديه ران الفرنسي، وتمكن اللاعب من تقديم حلول كثيرة لناديه المتواجد في مركز مقبول في الدوري الفرنسي والمتأهل للدور الربع النهائي من كأس فرنسا، إضافة إلى أنه مقبل على مباراة أوربا ليغ يوم الخميس أمام فريق بيتيس إشبيليا. قوة مهدي زفان أنه يلعب في كل مناصب الدفاع خاصة في الجناحين الأيمن والأيسر، ففي اللقاء الأخير ضمن منافسة الكأس أمام نادي ليل كان مؤمّنا للرواق الأيسر ونجح فيه وتأهل فريقه بهدفين مقابل واحد أمام فريق ليل المتألق هذا الموسم وهو في المركز الثاني خلف باريس سان جيرمان. ليس للمدرب الجزائري جمال بلماضي، من حل سوى الاستعانة بمهدي زفان الذي يقدم موسما رائعا، وهو اللاعب الذي ذبحوه في اللقاء الأول ضمن تصفيات كأس العالم في روسيا، عندما كان الخضر متفوقين في الشوط الأول بهدف من هلال سوداني فارتكب زفان خطأ في المراقبة على جهته اليمنى فكلّف الخضر هدف التعادل، وبالرغم من أن الخطأ ليس حاسما لأنه وقع في الشوط الأول، وكان أمام أشبال المدرب الصربي رايفيتس فرصة التعويض في الشوط الثاني، إلا أن ما تلقاه مهدي زفان من انتقاد وهجوم جعل بقية المدربين الذين تعاقبوا على الخضر وهم البلجيكي ليكينس والإسباني والجزائري رابح ماجر يتفادون الالفات للاعب الشاب الذي أصيب بصدمة معنوية عنيفة بسبب الردود العنيفة التي عصفت بمستقبله، إلى أن صار الآن أحد أهم المدافعين في فرنسا، بدليل أنه في المباراة أمام آميان التي لعبت في الثاني من الشهر الحالي، سجل هدف فريقه الوحيد وتم تعيينه في التشكيلة الأساسية في الدوري الفرنسي الذي يوجد به لاعبي رواق من الطراز العال. يبلغ مهدي زفان 26 سنة فقط، وهو إبن مدرسة ليون التي بقي وفيا لها، إلى أن غادر الفريق نحو ران في خريف 2015، وكان قد تعرف في ران عن قرب على عدد من اللاعبين الجزائريين ومنهم إسحاق بلفوضيل ورشيد غزال إضافة إلى لاعبين من أصول جزائرية مثل نبيل فقير وحسام عوار وأيضا كريم بن زيمة الذي كان متألقا في ليون عندما كان زفان في صنف الأشبال. دخل مهدي زفان عالم الإحتراف مبكرا مع رديف ليون في سنة 2010 وكان في الثامنة عشرة، ولم ينعم بمنصب مع الفريق الأول لليون إلا في سنة 2013 في سن الواحدة والعشرين ولعب في أول موسم له 568 دقيقة، وبقي يتأرجح بين الفريق الأول والرديف، إلى غاية موسم 2014 / 2015 عندما صار يشارك باستمرار مع الفريق، ولكنه في الموسم الموالي لم يشارك سوى في 203 دقيقة، فقرر المغادرة إلى ران، ومن الصدف أنه في أول مباراة لعبها مع ران كانت ضد فريقه السابق ليون، وتألق بقوة وكان نجم المباراة حيث سجل هدفا رائعا من مراوغة وقذيفة إضافة إلى تقديمه لتمريرة حاسمة في مباراة فاز بها ران بهدفين مقابل واحد، وكان الأحسن فيها مهدي زفان. يتمتع مهدي زفان بلعب هادئ فهو لم يتلق في حياته أي بطاقة حمراء كما لا يتلقى إلا النادر من البطاقات الصفراء التي تحسب على أصابع اليد، ولكنه هذا الموسم تلقى ثلاث بطاقات صفراء، حيث حاول إقناع مدربه فتميز بالاندفاع كما حدث في مباراة الكأس أمام فريق ليل مما جعل مدربه يخرجه حتى لا يحصل على أول بطاقة حمراء في مساره الذي قارب سنته التاسعة الآن. يمكن لجمال بلماضي توظيف زفان كمدافع وسط، أو يدعه في مركزه كمدافع أيمن، خاصة أن يوسف عطال أبان عن هشاشته البدنية حيث تلقى منذ بداية الموسم ثلاث إصابات، وقد يكون مهدي زفان حلا، لعطال الذي قد يتذبذب عطاءه بسبب كثرة الإصابات، مع ضرورة رفع معنوياته لأن اللاعب منذ صغر سنه وهو يحلم باللعب للمنتخب الوطني، ولكن أسوأ ذكرى حاليا في حياته هي مباراة الكامرون في البليدة، عندما أخطأ مثل كل اللاعبين الذين كانوا خارج الإطار، فصب الجميع غضبهم عليه، وتم إبعاده من الخضر من دون الإعلان عن ذلك. ب. ع