قطعت حادثة انفجار قنبلة تقليدية أمس بمفترق الطرق الواقع بحي الدقسي عبد السلام الشك باليقين، حيث تأكدت المعلومات بشأن وجود تنظيم إرهابي مجهول العدد وحتى "الهوية" ينشط بولاية قسنطينة، وقد بدأت بصمات هذا التنظيم منذ أزيد من ثلاثة أشهر تقريبا، تبرز بجلاء وإن كان بشكل عابر وخافت وذلك عن طريق بعث "رسائل" مشفرة واستعراضية على شاكلة نشر الإشاعات بوجود قنابل على وشك الإنفجار هنا وهناك. لكن بعض هذه الإشاعات تضاربت حولها الأقوال للصمت والتعتيم المسلط من طرف الجهات المختصة، التي تكذب وبالقطع كل الأقاويل والإشاعات المترددة بشكل مريب في الشارع القسنطيني، والتي أخذت تتضخم وتكبر، سيما في الأسابيع الأخيرة.. غير أن أكثر الحوادث التي وضعت حولها علامة استفهام كبرى، حادثة انفجار بالوعة واقعة بمحاذاة السكة الحديدية على الطريق الوطني رقم 03 في حي الصنوبر، وقد سبق حينها للشروق اليومي أن تناولت خبر هذا الحادث بالكثير من التحفظ بالرغم من أن كل المؤشرات الميدانية تؤكد فرضية كون الإنفجار ناجم عن وضع قنبلة تقليدية من طرف مجهولين، ولحسن الحظ لم يسفر هذا الإنفجار عن وقوع أية أضرار وخسائر سواء بشرية أو مادية.. والحادث الثاني الذي أثار أيضا هلعا كبيرا وسط السكان في قلب مدينة قسنطينة، اشتباه قوات الأمن والجيش في سيارة من نوع كليو بيضاء اللون، تم ركنها من طرف شخص مجهول على عجل وفي وضعية تثير الريبة والشك جنب قصر أحمد باي، ومركز الإيصال والتوجيه الخاص بالناحية العسكرية الخامسة، وبعد تطويق المكان وتشديد الحراسة والمراقبة الدقيقة تبين أن السيارة آمنة، غير أن هناك من تعمد الإبلاغ عن وجود قنبلة داخل هذه السيارة، وهو ما تلته عملية استنفار أمني وتوجيه تعليمات إلى مسؤولي المستشفى الجامعي بغية الإستعداد لأي طارئ. وعقب هذه الحادثة بمدة قصيرة انتشرت "إشاعة" قوية الصدى على مستوى الشارع القسنطيني تتمثل في وجود قنبلتين تقليديتين وضعتا قرب متجر كبير يقع بمدخل شارع 19 جوان وقد تم التفطن لهما وتفكيكهما على الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. وقد علمت الشروق اليومي من مصادر تؤكد ارتفاع عدد البلاغات الكاذبة عن وجود قنابل على وشك الإنفجار صارت تتلقاها باستمرار مصالح الأمن بمختلف أسلاكها.. المهم أن الذي حدث أمس أثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن هناك تنظيما إرهابيا بقسنطينة يحمل بصمات "القاعدة"، غير أن غياب البيانات التي تتضمن نشاطات هذا التنظيم يغذي التأويلات والقراءات المتناقضة التي بلغت عشية إجراء الإنتخابات التشريعية ذروتها القصوى. أ. أسامة