اتصل 12 شابا من القل بولاية سكيكدة، الجمعة، بعائلاتهم لطمأنتهم على مصيرهم بعد رحلة قادتهم إلى الضفة الأخرى ليلة الإثنين إلى الثلاثاء الماضي، لتنقطع أخبارهم قبل أن يتصلوا بعائلاتهم لطمأنتهم على سلامتهم وعلى تواجدهم في إيطاليا في حالة صحية جيدة. الجديد في هذه الرحلة غير الشرعية هي أن الحراقة كلهم أصدقاء وينتمون لأحياء عين زيدة ومحمد الشيخ والشطي عبد الرحيم و17 أكتوبر وعبد العزيز رامول في قلب القل، وقاد الرحلة شابان هما الأكبر سنا في المجموعة، هما م.ث.د البالغ من العمر 31 سنة وهو بحار معروف في القل، وربان الزورق س.ف في نفس سنّه، أما العشرة الباقين فتتراوح أعمارهم ما بين 25 و30 سنة، وجميعهم توقفوا عن الدراسة بين المستويين المتوسط والثانوي، فعاشوا إلى جنب بعضهم، ولا يكادون يفترقون إلا نادرا، يلعبون الكرة أحيانا وأخرى يبحثون عن عمل في ولايات مجاورة، إلى أن قرروا من دون إعلام أحد، تنظيم هجرة سرية من دون الاعتماد على بارونات الحرقة، ومن دون التنقل إلى مناطق الهجرة، مثل سيدي سالم في عنابة، حيث أخذوا صورة جماعية قبل الانطلاق مساء الاثنين وأبرقوها لأهاليهم، وهي الصورة المرفقة بالموضوع وأبحروا إلى الضفة الأخرى من شاطئ بني سعيد غير المحروس الواقع ببلدية القل. "الشروق" توجهت إلى بعض عائلات الحراقة، فكان الإجماع على أن الحالة البائسة لأبنائهم هي التي جمعتهم وجعلتهم يخوضون عملية الحرقة وقد اتصلوا بأهاليهم، حيث قالت والدة أحد المهاجرين السريين، بأن ابنها أخبرها بأنهم وصلوا في الساعات الأولى من الأربعاء إلى صقلية فتم تحويلهم إلى مكان للحجز والكشف الطبي، ثم أطلق سراحهم وكل واحد من المجموعة تنقل أو بصدد التنقل إلى أحد معارفه في أوروبا من أبناء القل التي صارت، حسب العائلات وحسب أرقام غير رسمية عاصمة ل"الحرقة"، هي وبقية البلديات والقرى التي تحيط بها، ومنها قرية القلعة التي صارت الحرقة فيها مشروع حياة بالنسبة لأبناء المنطقة.