دقت المؤسسة العالمية لداء السكري ناقوس الخطر حول ارتفاع الإصابة بداء السكري عبر كل أنحاء المعمورة مشيرة إلى تسجيل أكثر من 350 مليون شخص مصاب بهذا الداء خلال سنة 2011 . وأكد مدير المؤسسة الدكتور أنيل كبور خلال الدورة التكوينية التي نظمتها مخابر نوفو نورديسك الدنماركية لفائدة 30 صحفيا من مختلف أنحاء العالم أنه اذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة فان داء السكري الذي وصفته منظمة الصحة العالمية ب"الوباء الزاحف" سيصيب أكثر من 550 مليون شخص مع مطلع 2030 . وأشار الدكتور كبور إلى أن الداء لا يستثني أي بلد في العالم سواء كان متطورا أو في طريق النمو و يمس مختلف الفئات الاجتماعية. الا انه لفت أن 79 بالمائة من هذه الإصابات تسجل بالبلدان الفقيرة خاصة بالأحياء القصديرية المحاذية للمدن الكبرى وأنها ستتسبب في وفاة 90 بالمائة من المصابين بهذه البلدان. وفيما يتعلق بعوامل الخطورة المؤدية إلى هذا الداء أشار الدكتور كبور الى النمط الغذائي العصري و قلة الحركة و التدخين والإدمان على الكحول بالإضافة الى العوامل الجينية مؤكدا بأن هذه العوامل تتسبب بدورها في الإصابة بأمراض مزمنة على غرار أمراض القلب و الشرايين وارتفاع ضغط الدم الشرياني وتعقيدات أخرى تؤدي إلى تدهور كل أعضاء الجسم. واعتبر مدير المؤسسة العالمية لداء السكري أن الاهتمام الكبير بأمراض السيدا والسل والملاريا يقابله اهتمام اقل بداء السكري رغم الأخطار التي يتسبب فيها داعيا الأطباء الذين يتكفلون بمرض السل بإعطاء أهمية خاصة الى داء السكري باعتبار مرض السل يسبب الإصابة بداء السكري مؤكدا على ضرورة التكفل بالمرضين معا. كما حذر من الإصابة بداء السكري لدى النساء الحوامل حيث ان لها أثارا وخيمة على مستقبل الاسر والأجيال القادمة حاثا في نفس الوقت على تعزيز الوقاية وتحسين الكشف المبكر للداء وتوفير العلاج و تكوين السلك الطبي وشبه الطبي في هذا المجال. ودعا إلى إنشاء الهياكل القاعدية التي تتكفل بالداء وتقريبها من السكان لان ذلك يساهم في التخفيف من الأعباء المالية على المواطنين من جهة وتكاليف الصحة العمومية من جهة أخرى. للإشارة فان المؤسسة الدولية لداء السكري مؤسسة مستقلة تم انشائها منذ 10 سنوات تعتمد على التبرعات و مساهمة المؤسسات الكبرى لتسييرها وقد سطرت بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية عدة مخططات بالبلدان الفقيرة ساعدت على تحسين العلاج وتسهيل الكشف المبكر للداء و التخفيف من تعقيداته. وتركز المؤسسة اهتماماتها على الوقاية لتفادي المرض وتعقيداته. على سبيل المثال الوقاية من بتر القدم نتيجة التقرحات التي يتسبب فيها داء السكري يكلف 3 دولارات في حين تبلغ تكاليف مكوث المريض بالمستشفى لعلاج هذه التقرحات 500 دولار وبتر القدم 600 دولار وتركيب الأعضاء 600 دولار في حين أن 90 بالمائة من هذه التقرحات لا تستدعي البتر.