أخفق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اليوم الثاني والأخير من القمة التي تجمعهما بالعاصمة الفيتنامية هانوي، في التوصل إلى اتفاق بشأن نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ. وأفادت الأنباء بأن الزعيمين غادرا مكان انعقاد القمة قبل موعد انتهائها المقرر، وعزا ترامب -خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء محادثاته مع كيم- فشل المفاوضات إلى مطالبة الطرف الكوري الشمالي برفع "كامل" العقوبات، قائلا "كانت المسألة تتعلق بالعقوبات في الأساس، أرادوا رفع كامل العقوبات وليس بوسعنا القيام بذلك". وأضاف "يجب في بعض الأحيان المغادرة، وهذا كان واحدا منها"، كما أكد ترامب أن كيم تعهد بعدم استئناف التجارب النووية أو البالستية خلال القمة التي وصفها ب"الودية جدا"، مشيرا إلى أنه لم يتفق ونظيره الكوري الشمالي على عقد قمة أخرى. وكان ترامب وكيم قد عقدا اجتماعا اليوم تناول موضوع نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية مقابل مساعدات لكوريا الشمالية وتخفيف العقوبات المفروضة عليها، وقال كيم -في معرض رده على أسئلة للصحفيين- "لو لم أكن مستعدا لنزع الأسلحة النووية لما كنت هنا" في قمة هانوي. وردا على سؤال عما إذا كان مستعدا لقبول فتح واشنطن مكتبا في كوريا الشمالية، قال كيم "أعتقد أنه أمر يستحق الترحيب"، كما أكد الزعيم الكوري الشمالي أنه سيبذل "قصارى جهده" للتوصل إلى اتفاق بشأن نزع السلاح النووي لبلاده. وقال "لقد سرنا جنبا إلى جنب في هانوي.. ونواصل حوارنا الجيد، سأبذل قصارى جهدي اليوم للتوصل إلى نتائج جيدة تكون في نهاية المطاف إيجابية". من جهته، قال الرئيس الأمريكي إنه "ليس مستعجلا" للتوصل إلى اتفاق بشأن نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ، لأن ما يهمه هو جوهر الاتفاق وليس سرعة التوصل إليه. وقال ترامب للصحفيين وقد جلس إلى جانبه كيم "لست مستعجلا، السرعة ليست مهمة إلى هذه الدرجة بالنسبة إلي، نريد التوصل إلى اتفاق جيد". وكان الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي قد عبرا أمس الأربعاء -في مستهل قمتهما الثانية بعد ثمانية أشهر على لقائهما التاريخي في سنغافورة- عن تفاؤلهما بتحقيق نتائج. وتوقع ترامب قمة "ناجحة جدا"، معربا عن أمله في أن يكون هذا اللقاء الثنائي الذي سيركز على مسألة نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية "مماثلا أو حتى أفضل من اللقاء السابق". وأعلن كيم، مرتديا لباسه التقليدي ومتوجها إلى ترامب بعدما تصافحا لوقت طويل، أنه سيفعل ما بوسعه للخروج بنتيجة "هذه المرة يرحب بها الجميع". وتأتي هذه القمة بعد القمة الأولى التاريخية التي عقدها الزعيمان في سنغافورة في يونيو/حزيران الماضي حين أطلق ترامب حملة لإقناع كيم بالتخلي عن أسلحته النووية. ولم يعط الرئيس الأمريكي ولا نظيره الكوري أي مؤشرات واضحة على ما يمكن أن يتم إعلانه في اليوم الثاني والأخير للقمة. ويخشى منتقدو ترامب أن يقدم الكثير من التنازلات لإعطاء انطباع بتحقيق "نجاح" وتحويل الانتباه عما يحصل في واشنطن، حيث يدلي محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين بإفادته أمام لجنة في الكونغرس.