تفاعلت الصحافة الدولية بشكل لافت مع مسيرات الجمعة الماضي المناهضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عكس الجمعة الأولى في 22 فيفري، وركزت أغلبها على أن المظاهرات كانت تاريخية وهي الأكبر في البلاد منذ سنوات طويلة، وسط إجماع من الجزائريين على رفض العهدة الخامسة. وكان اهتمام الصحافة الفرنسية واضحا بمسيرات الجمعة، حيث تطرقت صحيفة "لوفيغارو" للحدث على صدر صفحتها الأولى وقالت "الجزائريون يتظاهرون ضد بوتفليقة بأعداد غفيرة"، مشيرة إلى أن المسيرات عمت جميع أنحاء البلاد لتقول لا لعهدة خامسة لبوتفليقة، ووصفت "لوفيغارو" مسيرات الجمعة الماضي في الجزائر على أنها حدث غير مسبوق بتاتا. أما صحيفة "لوباريزيان" فعنونت على صدر صفحتها الأولى "نهاية الأسبوع الجزائرية التي يمكن أن تقلب كافة الموازين"، وأرفقتها بصورة للراية الوطنية ومتظاهرين. وتصدر الملف الجزائري الصفحة الأولى لصحيفة "لوموند" الفرنسية كذلك، التي عنونت ب"الجزائر: بعد المظاهرات، النظام يعيش تحت الضغط"، مشيرة إلى أن تجمعات ومسيرات كبرى شهدتها جمعة الفاتح مارس عبر كافة ارجاء البلاد، للتنديد بترشح بوتفليقة لإعادة انتخابه. وخصصت "لوموند" الصفحة الثانية والثالثة لمسيرات الجمعة بالجزائر، موضحة أن الجزائر العاصمة شهدت مظاهرة ضخمة سادها الطابع السلمي. وتطرقت الصحافة الايطالية للمسيرات، حيث ذكرت صحيفة "لا ستامبا" الصادرة بتورينو أن آلاف الجزائريين خرجوا للساحات والشوارع احتجاجا على ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، ومطالبين بسحب الرئيس ترشحه. وتطرقت قناة "راي نيوز" الحكومية الايطالية للمظاهرات، مشيرة إلى أن هناك تصاعدا للغضب لدى الشباب ضد قرار ترشح الرئيس بوتفليقة، مشيرة إلى أن البلاد عرفت مسيرات سلمية في عديد المناطق رغم بعض أعمال الشغب في العاصمة الجزائر. بدورها الصحافة الاسبانية تطرقت للمسيرات بإسهاب، حيث عنونت صحيفة "إل باييس" الواسعة الانتشار بالقول "الخوف يغير موقعه في الجزائر ومئات الآلاف في الشوارع للاحتجاج على ترشح الرئيس لعهدة خامسة". وأشارت الصحيفة الاسبانية إلى أن مسيرات الجزائر المناهضة للعهدة الخامسة جرى جلها في أجواء سلمية عدا بعض الحوادث في العاصمة، وأرفقت بعض الشعارات التي رددها المحتجون للتعبير عن رفضهم للعهدة الخامسة. ولم تفوت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الحدث، حيث عنونت مقالا مطولا لها ب"الاحتجاجات تتصاعد بالجزائر ضد الرئيس بوتفليقة الذي ترشح مرة أخرى رغم مرضه". وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن احتجاجات الجمعة، هي الثانية من نوعها بعد تلك التي شهدتها جمعة 22 فيفري، لكن هذه المرة الاحتجاجات كانت اكبر وعمت مختلف أنحاء البلاد، موضحة أن الاحتجاجات تفجرت بعد قرار الرئيس الترشح مجددا. أما عربيا فعلق موقع "الجزيرة نت" أن الجزائر شهدت الجمعة مظاهرات هي الأضخم منذ سنوات ضد ترشح الرئيس بوتفليقة، ورغم تصاعد وتيرة الاحتجاجات، فقد بدا أن السلطات لن تتراجع عن هذه الخطوة. وأشار موقع "الجزيرة نت" إلى أن المظاهرات خرجت في عدة مدن أبرزها العاصمة، وسطيف، وعنابة، والبليدة، وغرداية، ووهران، وتيزي وزو، وبجاية، وسكيكدة، وعنابة، والبويرة، والمسيلة، وبسكرة، وباتنة، والمدية، وتيارت، وسيدي بلعباس، وكانت المشاركة متفاوتة في هذه التجمعات.