تم إطلاقها بداية جانفي الماضي، ونشرت لحد الساعة مجموعة معتبرة من النصوص في الرواية والشعر والقصة، منها "قلبي مصاب بالشيزوفرينيا"، "تغريبة في زمن مرهق" لخلود قوميدي من تيبازة، "شاب الغراب" لهديل فرج الله… وغيرها، فمؤسسة "خيال" للنشر والترجمة دار جديدة دخلت ساحة النشر والساحة الثقافية، وتراهن على التميز في إطار عمل جدّي وإستراتيجية يشرف عليها مدير المؤسسة والمنسق المكلف بتنظيم العلاقات بين "خيال" والمؤلفين الروائي رفيق طيبي الذي يكشف في هذا اللقاء مع "الشروق" عن رهان "خيال" وطموحاتها والمعايير التي تعتمدها في نشر الأعمال ومن يمولها. ما هي طبيعة النصوص التي تستقبلها "خيال" وعلى ماذا تركزون في الدار هل على نشر الكتب الروائية أم التاريخية أم الأكاديمية وغيرها؟ يستقبل بريدنا كل أنواع الكتب دون تمييز، ونؤمن بأن لكل كتاب دورا صغيرا أو كبيرا في المشهد المعرفي سواء كان أدبيا أو علميا. فهِم كثير من المؤلفين من خلال إسم الدار أن اختصاصنا أدبي فقط، كون تسمية خيال لها بعد شعري، لكننا نؤمن عميقا أن كل معرفة علمية أو أدبية في النهاية هي إبداع ولها رابط مع الخيال الذي يعتبر خلفية كل الإنجازات البشرية الكبيرة. منذ انطلاق خيال كم نصا استقبلتموه الآن وهل هناك تجاوبا من طرف المبدعين الشباب؟ استقبلنا عشرات الأعمال ولا نتعامل معها كمؤلفات للطباعة بل كمشاريع، الشباب هدفنا الأول، نسعى لتبني المبدعين ومرافقتهم خلال مسارهم، لذلك تنمو بين خيال وكتابها علاقة حميمية تستمر ويصبحون أصدقاء الدار، وبالمناسبة اكتشفنا الكثير من الأسماء وشكّل بعض الكتاب مفاجأة لنا، فلم نتصوّر أننا عن طريق "خيال" سنصل إلى الكثير من الكتابات والإبداعات المخبوءة، تدريجيا سنساهم في ظهور أسماء كثيرة، وأشير إلى أنّ التحرير والمراجعة اللغوية والفنية ساهموا بشكل كبير في تشجيع عدد مهم من الكتاب، فنساعدهم في البداية ثم نضعهم وجها لوجه مع عالم الإبداع ليخوضوا فيه ويجرّبوا المحنة والمتعة في ميدان لا تتوقف فيه المغامرة. ما هو الرهان أو ما هو سقف رهاناتكم على الأقل على المدى القصير؟ الرهان الحقيقي أن نقدم بديلا ثقافيا وأن نحظى بثقة المبدعين ونوسع من دائرة المقروئية في الجزائر وخارجها بمنشورات جادة، لذلك "خيال" لن تكون دار نشر فقط، بل تسعى لأن تكون مؤسسة ولاّدة، تكوّن المبدعين وتسعد بنشر التجارب المكرّسة، قد لا تسعفنا الإمكانيات المالية للقيام بكل هذه المهام بشكل سريع، لكن على المدى الطويل سيتحقق الهدف، بجديتنا وتعاون كل المبدعين وكل الكتاب في كل الأجناس. هل تفكر "خيال" في إطلاق جائزة أدبية .. مثلا جائزة "خيال " للإبداع الروائي؟ نخطط لذلك مستقبلا، نحتاج لإمكانيات مالية وتقنية، حين نوفرها سنعلن عن جائزة وازنة تدفع بالفائز إلى الصفوف الأولى، لنتجاوز رهانات جوائز أخرى، توظف الجائزة للترويج لدار النشر وكسب زبائن ومتعاملين جدد، الجائزة هدفها صناعة كاتب جديد وفي هذا يجب أن تكون هناك جائزة للشباب وجائزة أخرى مفتوحة لكل الأعمار، وقد تتجاوز البعد المحلي إلى العربي وهذا مسعانا. ما هي المعايير التي تعتمدونها في نشر النصوص؟ الجودة. وبالنسبة لمن ينشرون أولى أعمالهم نهتم بالأعمال التي نتفاءل بقدرة أصحابها على الذهاب بعيدا في عالم الكتابة، هناك نصوص جيدة لكنها بحاجة لمراجعات عميقة، لا نتخلى عن أصحابها، نؤدي دورنا في التأطير والتوجيه وإعادة بناء النص وبهذه الطريقة كسبنا الكثير من المبدعين ومنحنا فرصة لنصوص عديدة لتظهر بشكل محترف ومكتمل، يبقى دور النقد الذي يأتي لاحقا بعد نشر النص. على ماذا تعتمد "خيال" للنشر والترجمة في تمويل مشاريعها الكتابية أو هل لديكم ممولين؟ تمويلنا ذاتي، ليس لدينا أي دعم، كتب نتبناها وكتب تطبع على حساب أصحابها، حسب قدرتنا ورؤيتنا لمدى قدرة العمل على اختراق السوق، أما الإشهار ومختلف الأعمال المرتبطة بالنشر فنموّلها من رصيد الدار، الأهم بالنسبة لنا ليس الدخل المالي بقدر ما نسعى لتمويل المشهد الثقافي بمبدعين ومثقفين خاصة من الأجيال الجديدة.