أصدر الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة من جامعة عنابة، كتاباً علمياً جديداً بعنوان: “مُمارسات في النقد والأدب”، صادر عن مؤسسة دار الجنان للطباعة والنشر والتوزيع بعمّان الأردنية، حيث يضم مجموعة من الدراسات للباحث محمد سيف الإسلام بُوفلاقة، والتي نشرها في مجلات علمية أكاديمية مُحكمة في مجلات تابعة لجامعات عربية، مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت ولبنان والمملكة العربية السعودية والبحرين والمغرب وتونس والعراق ومصر وغيرها. يضم الكتاب الجديد للدكتور محمد سيف الإسلام مجموعة من الدراسات والقراءات التي تتصل بالنقد المعاصر (العربي والغربي)، حيث تطرق فيه إلى قضايا نقدية وأدبية إشكالية لا تزال تثير الكثير من الجدل على مستوى الساحة النقدية والأدبية، سواء في الوطن العربي أو في عدد غير قليل من حلقات البحث في العالم الغربي. وأكد الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة أنه عالج هذه القضايا النقدية الإشكالية في فترات مختلفة، وكتب هذه الأبحاث لأسباب متنوعة، منها دراسات نُشرت في بعض المجلات العربية العالمية المحكمة، وأثارت حسب قوله نقاشاً ثرياً بين مجموعة من الأساتذة المتخصصين في ميدان النقد، منها أبحاث شارك بها في ملتقيات علمية وطنية ودولية، وهناك دراسات قليلة في الكتاب أجيزت من لدن هيئات علمية في مؤتمرات علمية، ولكن لم يُسبق نشرها، نظراً لتعذر حضور تلك الندوات والملتقيات، والمؤتمرات الدولية، وقد آثرت تقديمها إلى القارئ في هذا الكتاب. ويؤكد الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة ل”الشروق” أن هذا الكتاب يأتي مساهمة لإثارة انتباه الطلاب والأساتذة وعامة القراء إلى قضايا تستحق الدراسة والبحث، وقد كان وراء الخوض في مناقشة هذه القضايا النقدية التي ظهرت على مستوى الساحة العلمية، وبُرمجت في أقسام الأدب العربي في أغلب الجامعات العربية، وكذا رغبته في لفت الانتباه إلى إشكاليات علمية كثيراً ما صرح الطلبة بأنها غامضة ومبهمة. ومن بين القضايا التي يناقشها الكتاب بالبحث والتحليل، نظرية الشعر الإسلامي بين المنهج والتطبيق في الميزان، وكذا الأدب الجزائري القديم وإشكالية التأسيس، إضافة إلى الشعريات في منظور النقد العربي والغربي. توقف الدكتور بوفلاقة بين دفتي هذا الكتاب مع بعض الأدباء والشخصيات العلمية المرموقة التي خدمت الإبداع الأدبي والنقد العربي، من ذلك دراسة موسعة عن العلاّمة الجليل موسى الأحمدي نويوات الذي جمع عدة صفات جعلته يتبوأ مكانة متميزة في عالم الأدب والثقافة واللغة، بحكم أنه كان أحد صناع الثقافة الجزائرية، ومن أعيان المثقفين العرب والمسلمين في القرن العشرين، وأحد مؤسسي الحركة العلمية الجزائرية المعاصرة. وساهم مساهمة فعالة في خدمة التراث العربي، من جانب آخر يتضمن الكتاب في مبحث مستقل تجربة الشاعر الإماراتي سلطان العويس، محاولا توضيح رؤى النقاد لتجربته، وبعض الرؤى النقدية التي قُدمت عنه، من خلال بعض الأبحاث التي حاولت الغوص في عوالمه الشعرية، من أجل اكتشاف رؤية النقاد لمدرسته وتجربته. كما عالج الكتاب إشكاليات نقدية متعلقة بنقد النقد والمسرح الأمازيغي والرواية الإماراتية وسؤال التجربة النسوية. ومعلوم أن مؤلف هذا الكتاب الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة يعد من مواليد عنابة، نال جائزة ناجي نعمان العالمية في لبنان لسنة 2016، ومتحصل على درجة دكتوراه في الأدب العربي القديم، أنجز دراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية وأكاديمية محكمة، كما للباحث محمد سيف الإسلام بوفلاقة مجموعة من المؤلفات العلمية طبعت في عدد كبير من العواصم العربية، مثل عمان وبيروت ومسقط والقاهرة والرباط، حيث أن من بين مؤلفاته: الثابت والمتغير في النص الشعري الأندلسي، و”تعليمية اللغة العربية –المعوقات والحلول-“، و”سيميائية الخطاب السردي العُماني”، و”بحوث وقراءات في تاريخ الجزائر الحديث” وغيرها.