في كتابه الصّادر مؤخّرا بالعربية، تحت عنوان: «دراسات في التراث الأدبي والفكر المعاصر»، عن المكتب العربي للمعارف بالقاهرة في مصر، يعود الباحث الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، أستاذ الشعريات وتحليل الخطاب والنقد والأدب القديم، واللسانيات، إلى قضايا تراثية قديمة، وإشكاليات فكرية معاصرة. وقد بيّن الدكتور سيف الإسلام بوفلاقة في مقدمته دوافع تأليفه لهذا السفر الذي تقارب صفحاته الستمائة صفحة، حيث جاء الكتاب في مجلد ضخم وأنيق، فيقول في المقدمة: «هذه دراسات في التراث الأدبي، والفكر المعاصر، نقدمها إلى القارئ في هذا الكتاب الموسوم ب: دراسات في التراث الأدبي والفكر المعاصر، وأملنا كبير في أن يساعد الطلبة والباحثين على مزيد من الإلمام بقضايا تراثنا الأدبي العربي الثري بالرؤى والقضايا والأفكار الشائكة، وقد آثرنا نشر هذه الدراسات رغبة منا في توسيع الإفادة منها إلى أكبر عدد ممكن من الدارسين والقراء. الكتاب يتضمّن مجموعة من الدراسات والمقالات، عالجت فيها قضايا تتعلق بالتراث الأدبي والفكر المعاصر، وفي فترات مختلفة،وقد كتبت هذه الأبحاث لأسباب متنوعة وفي أوقات متباعدة، منها دراسات نُشرت في بعض المجلات العربية العالمية المحكمة، ومنها أبحاث شاركت بها في ملتقيات علمية وطنية ودولية، وأغلب الدراسات التي تُنشر في الكتاب لم يُسبق نشرها، وقد آثرت تقديمها إلى القارئ في هذا السفر، لعله يفيد منها في إعداد البحوث والدراسات النقدية. ولا ريب في أن القارئ سيجد كثيراً من المتعة الذهنية والأدبية، مما سيمر به من صفحات في هذا الكتاب الذي يعالج قضايا تراثية أدبية وفكرية معاصرة متنوعة، لكن هل سيتفق معي في جميع الآراء والتحليلات والأحكام المبثوتة بين دفتي هذا الكتاب؟ ذاك أمر لا أسعى إليه، ولا أطمح إلى أن يتحقق لأنني أريد ذلك القارئ العميق والمستقل، الذي يتسم بالنضج وبالقدرة على التحليل، فيقبل ما يقبله بموضوعية وإنصاف، ويرفض ما يرفضه بالحجة والدليل والبرهان. إن هذا الكتاب هو محاولة لاكتشاف ودراسة جملة من القضايا التراثية الأدبية والفكرية المعاصرة...». ويعتبر الباحث محمد سيف الإسلام بوفلاقة أن القضايا التي يناقشها هي قضايا جديرة بالاهتمام، ويذكر سيف الإسلام بوفلاقة في مقدمته أن من بين القضايا الفكرية الحديثة والمعاصرة، التي تصدى لها هذا الكتاب، قضايا ترتبط بالنهضة، والحداثة، وأسئلة التنوير والعقلانية في الفكر المعاصر، والدين والسياسة من منظور فلسفي، والإبداع وتربيته، وفي تواصل الحضارات الغرب والإسلام، والأندلس العربية إسلام الحضارة ،وثقافة التسامح. كما يتناول مؤلف الكتاب بالدراسة والتحليل والمعالجة، الكثير من الإشكاليات الفكرية والنقدية التي تتصل بالعولمة وأبعادها وتأثيراتها، والعلاقات الثقافية بين مختلف الأمم التي احتكت بالأمة العربية. وقد جاء في ختام المقدمة التي كتبها الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة لمؤلفه هذا: «إن هذه الدراسات الأكاديمية والمراجعات الأدبية مع تنوع موضوعاتها وتداخل المعلومات الواردة فيها، تسعى إلى المساهمة في إثراء الساحة الأدبية والفكرية، وإبراز جوانب النشاط الأدبي والفكري المعاصر في الوطن العربي، عن طريق مناقشة قضايا تتعلق بالتراث الأدبي والفكر الحديث، وترمي إلى تقديم بعض النماذج من الحياة الأدبية والفكرية في الوطن العربي، وتسلّط الأضواء على تجارب لمفكرين عرب متميزين مثل: تجربة المفكر عبد الله شريط، ومحمد العربي ولد خليفة، والأديب محمد صالح الجابري، والمؤرخ المفكر عبد الرحمن الجيلالي، والمفكر الناقد علي لغزيوي وغيرهم. وبعد، فأرجو أن أبلغ ما أردت لهذه المباحث والمساءلات من تعريف بقضايا هذا التراث الأدبي المجيد الغني بالأفكار والرؤى والكشف عن توجهاته الثرية، والله أسأل أن يوفّقنا، فمنه العون والسداد». وبقي أن نقول في الأخير إن مؤلف الكتاب هو الباحث الجزائري الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، الذي أنجز دراسات كثيرة نُشرت في مجلات عالمية وأكاديمية محكمة، وقد أغنى المكتبة بمجموعة من المؤلفات العلمية طبعت في عدد كبير من العواصم العربية مثل:عمان، بيروت، القاهرة والرباط، كما نال عدة جوائز وشهادات تقديرية وفخرية من مؤسسات عربية ودولية مختلفة، وهو حائز على شهادة دكتوراه في الأدب العربي القديم والشعريات، وتحليل الخطاب، وهو عضو في عدد من الهيئات العلمية والمجالس الأكاديمية،والمؤسسات الدولية، وقد صدرت له مجموعة من الكتب، نذكر من بينها: بحوث وقراءات في تاريخ الجزائر الحديث، ومباحث ومساءلات في الأدب المعاصر، وأبحاث ودراسات في أدب الخليج العربي، والأدب المقارن والعولمة - تحديات وآفاق -، وقضايا نقدية معاصرة، وجهود علماء الأندلس في خدمة التاريخ والتراجم، و قيم الحوار الحضاري مع الآخر.