موجة حرارة غير عادية عرفتها المدن الشرقية نهاية الأسبوع، وتزامنت مع الانتهاء من الانتخابات واختتام عدد كبير من الإمتحانات الثانوية والجامعية واحتفال مدينة سكيكدة بعيد الفراولة وهو ما جعل مختلف شواطئ الشرق، تشهد هجوما كاسحا هو الأهم منذ سنوات في هذا التوقيت غير الصيفي، فحسب مصالح الأرصاد الجوية التي اتصلنا بها نهار أمس، فإن درجة الحرارة قرعت طبولا غير مسبوقة، إذ وصلت 38 في قسنطينة وقالمة وتبسة و36 في عنابة والقالة. وهي أرقام لا تسجل عادة إلا أواخر جويلية وبداية أوت، فقد شهدت شواطئ سكيكدة من القصر الأخضر وسطورة وجاندارك هجوما حقيقيا للمصطافين لم يقتصر على الشباب وأبناء المدينة وإنما خصّ أيضا العائلات والوافدين حتى خيّل للرائي أننا نعيش زمن الصيف.. وتنقل صباح أمس الجمعة المئات من الشباب القسنطيني الذي عانى في اليومين الماضيين من الحرارة الشديدة إلى الشواطئ القريبة، كما هبّ السطايفية بعد أسابيع الكرة يومي الخميس والجمعة إلى شواطئ "العوانة" و"الشاطئ الأحمر" و"لي غروط" بولاية جيجل، واختار آخرون من شمال الولاية شواطئ "زغواط" و"أوقاس" و"تيشي" و"سوق الاثنين" بولاية بجاية، أما أبناء الطارف، فتمتعوا لوحدهم بجمال شواطئ "كاب روزا" و"مسيدا" و"القالة القديمة". أما مدينة عنابة، فكان يوم خميسها صيفيا بكل المواصفات وبلغ التوافد على شواطئها الأربعة الرئيسية رقما قياسيا إلى درجة الإزدحام في شواطئ ريزي عمر "شابوي" ورفاس زهوان "طوش" وفلاح رشيد "سان كلو" وعين عشير واختار آخرون الشواطئ المعزولة مثل بالفيدار وراس الحمراء وواد بقرات قرب سرايدي وحتى منطقة شطايبي، ولكن التوافد على عنابة قلّ زوال أمس الجمعة بسبب انخفاض درجة الحرارة مقارنة بزوال الخميس. هذا الانطلاق في الإصطياف قبل الموعد أنعش التجارة الفوضوية على الشواطئ، حيث بيعت كل المواد الغذائية في ظروف مناخية وبيئية صعبة، كما أن مصالح الحماية المدنية لم تعلن بعد إنطلاق موسم الإصطياف، ولحسن الحظ فإننا لم نسجل أية حالة وفاة أو تواجد أي مصطاف في حالة خطيرة في غياب الأطفال الذين مازال معظمهم منشغلا بالدراسة والامتحانات. ب. عيسى