تفوق خبرته المهنية 14 سنة في سلك الشرطة في اختصاص مكافحة الإرهاب، وهو ضحية إرهاب في الوقت نفسه، لكنه امتثل نهاية الأسبوع المنصرم أمام محكمة الحراش عن تهمة التهديد بواسطة سلاح ناري، لأنه أطلق رصاصة داخل ملهى "سانتا مونيكا" بالمحمدية، بعد نشوب شجار بينه وبين الحارس، لينضم هو الآخر لقائمة رجال الشرطة المتهمين والذين مثلوا أمام العدالة مؤخرا. من حيثيات القضية حسبما تضمنه ملف المتهم والذي سردته رئيسة جلسة الأربعاء المنصرم بمحكمة الحراش، فإن الشرطي "ب.م" قصد ملهى "سانتا مونيكا" الواقع بالمحمدية رفقة اثنين من أصدقائه، غير أن حارس الملهى "ز.ش" منعهم من الدخول لأن أصدقاء الشرطي من متعودي الإجرام في نظر الضحية، لكن الشرطي أصر على الدخول فنشب شجار بينه وبين الحارس، جعل المتهم يلحق بهذا الأخير إلى قاعة الغناء وأخرج مسدسه بعد أن كان مخمورا وأطلق رصاصة في الهواء، وهو ما زرع الذعر داخل الملهى. حيث صرح الشاهد "ج.م" والذي يبيع المشروبات الكحولية داخل الملهى بأنه رأى الشرطي يجري وراء صديقه "ز.ش" ثم أطلق رصاصة، لكن المتهم أكد في جلسة محاكمته بأنه لم يكن مخمورا، بل كان في كامل وعيه، وأن خروج الرصاصة كان عفويا غير مقصود. وقد التمس له ممثل الحق العام عقوبة 3 سنوات سجنا نافذا و20 ألف دينار غرامة، أما دفاع الشرطي المكون من أستاذين فقد استهل المحامي بودربال المرافعة مؤكدا بأن موكله هو من اتصل بمسؤوليه في سلك الأمن وأخبرهم بخروج رصاصة من مسدسه، كما تساءل عن الغياب المتواصل للضحية عن جلسات المحاكمة، ليعرّج الأستاذ على حسن سلوك موكّله مصرحا بأنه توجه للملهى لتلبية دعوة أصدقائه فقط، وعليه فإن عناصر التهمة منعدمة، ليطالب بالبراءة. وهو المطلب نفسه الذي ركز عليه المحامي العامري حكيم على أساس أن زملاء الضحية في العمل هم من شهد لصالحه، مؤكدا بأن خروج الرصاصة كان بسبب جاهزية السلاح للاستعمال في كل الأوقات بحكم عمل الشرطي تحسبا لأي هجوم إرهابي مفاجئ، وأنه لم يغادر مكان الجريمة إلا بعد 30 دقيقة، ليرجأ النطق بالحكم إلى الشهر المقبل. نادية سليماني:[email protected]