تحت شعار موحد “لن نصوم على الحراك الشعبي… وماناش حابسين”، خرج الطلبة الجزائريون كعادتهم كل ثلاثاء في مسيرات حاشدة بالعاصمة وباقي ولايات الوطن، فلم ينل من عزيمتهم تعب الصيام ولا الجو الحار، حيث نفروا في كر جديد،متشبثين بمطالب التغيير الجذري للنظام، وفي المقدمة رحيل رئيس الدولة بن صالح والوزير الأول بدوي وحكومة تصريف الأعمال، رافضين أنصاف الحلول، معتبرين أن توقيف”رؤوس العصابة..ما هي إلا البداية”. بالرغم من التضييق الأمني المشدد والحواجز التي فرضتها قوات مكافحة الشغب التي حاصرت مسار المظاهرات بين مقر الجامعة المركزية يوسف بن خدة بمدخل ساحة أودان لمنع الطلبة من السير، إلا أنهم نجحوا في خرق هذه السدود وتمكنوا من الوصول إلى مدرجات ساحة البريد المركزي، مشكلين صورة حية لتحدي من راهن على انطفاء شمعة الحراك في رمضان ليؤكدوا للمرة ال11 منذ بداية حراكهم الطلابي، أن العزيمة موجودة والصيام يزيدهم إصرارا بتحقيق مطالبهم مهما كانت الظروف والأحوال. “مناش حابسين ..في رمضان خارجين” وفي أول مسيرة لهم في شهر رمضان، تجمع المحتجون الذين قدموا من مختلف كليات العاصمة في ساحة البريد المركزي، مرددين شعارات “ماناش حابسين في رمضان خارجين”، مؤكدين استمرارهم في التظاهر رغم شهر رمضان وقالوا بصوت واحد: “لن نصوم على الحراك الشعبي”، كما رفع الطلبة لافتة كتب عليها “طلبة الطب مع الحراك الشعبي”، بينما تشير أخرى إلى مطالبهم المتعلقة بضرورة تنصيب شخصية توافقية تقود المرحلة عوض بن صالح “الطالب يريد شخصية توافقية”، إلى جانب هذه العبارة، رسمت صورة لأحمد طالب الإبراهيمي، في حين رفع طالب شعار “لست هنا لأمثل جامعتي أنا هنا لأمثل وطني”، وآخر “صامدون حتى ترحلون”، إلى جانب اللافتات واليافطات المعتاد رفعها منذ بداية الحراك. وأكد المتظاهرون الذين تحدثت إليهم “الشروق” بساحة البريد المركزي، بأن من “ينتظر تراجع الحراك في شهر رمضان مخطئ، الحراك الشعبي أخرج أكثر من 20 ميلون جزائري وجزائرية إلى الشارع، ولا يمكننا أن نعود إلى بيوتنا في شهر رمضان، بل لو تزامن عيد الفطر مع يوم الثلاثاء أو الجمعة سنخرج نتغافر في الشوارع”. فيما اعتبر آخرون بساحة موريس أودان أن انطفاء شعلة الحراك الذي يشهده الشارع الجزائري منذ أكثر من شهرين، مستحيل، وأن الجزائريين لن يتراجعوا عن حراكهم، بل سيستمرون في النضال من أجل تحقيق مطالبهم، مؤكدين بأن رمضان سيكون فرصة ثمينة من أجل تقييم ما أنجزه الحراك خلال الأسابيع الماضية وما عليه أن يحققه خلال الأيام القادمة، بل سيكون رمضان فرصة لتبادل الآراء حول مقترحات كل أطياف المناضلين الجزائريين من أجل الوصول إلى مخارج للأزمة على حد تعبيرهم. الطلبة يطالبون بالمادتين 7 و8 في مسيرات ببجاية والبويرة خرج طلبة وأساتذة جامعة “عبد الرحمن ميرة” لبجاية وحتى عمالها، في مسيرة حاشدة، تعد الأولى خلال الشهر الكريم والحادية عشرة منذ بداية الحراك الشعبي يوم 22 فيفري، انطلقت من القطب الجامعي “تارڤة أوزمور” وصولا إلى ساحة حرية التعبير “السعيد مقبل” مرورا بمقر الولاية، للمطالبة مرة أخرى بضرورة رحيل بقايا النظام على رأسهم بن صالح، رئيس الدولة، وبدوي، رئيس الحكومة. كما أكد المشاركون رفضهم المطلق لانتخابات بن صالح المزمع إجراءها يوم 4 جويلية القادم، حيث طالب الطلبة بإطلاق سراح الجزائر من خلال تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور وإعادة بذلك الوطن لأهله. كما لم يمنع نهار أمس الارتفاع الكبير في درجة الحرارة المصاحب لثاني يوم من الصيام، طلبة جامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة من الخروج في مسيرة حاشدة جابوا بها مختلف أحياء عاصمة الولاية دعما للحراك الشعبي ومطالبه، حيث دأبوا على تنظيم مسيراتهم كل ثلاثاء للمطالبة بتحقيق المطالب الشعبية المنادية بتحقيق دولة القانون وجمهورية ثانية دون وجوه النظام السابق، حيث رفعوا شعارات منادية بإقالة الباءات الثلاثة وتعيين شخصيات يقبلها الشعب.