شهد المسرح الوطني أول أمس عرض مسرحية "النهر المحول" لحميدة آيت الحاج، في إطار فعاليات مهرجان المسرح المحترف، وهو ثالث عرض يدخل سباق المنافسة على جوائز المهرجان. المسرحية التي قدمها المسرح الجهوي لبجاية اقتبسها عمر فطموش عن رواية لرشيد ميموني بنفس العنوان. المسرحية تروي قصة مجاهد يعود لقريته ليجد نفسه في حكم الأموات ويرفض أقرب المقربين إليه الاعتراف به وتسوية أوراقه الثبوتية ويتنكر له حتى ابنه. المسرحية تمتد وسط ديكور بسيط لتكشف الكثير من الاكاذيب التي روجها حكام البلد وسياسييه، ويبرز الحالة المزرية التي يعيش فيها أبناء الشهداء والذين قادوا الثورة قبل أن يستفيد منها الانتهازيون وأصحاب النفوذ. المسرحية المقتبسة من الرواية فيها الكثير من الجرأة السياسية والنقد اللاذع للكثير من خيارات البلد التي حولت نهر الثورة عن مساره. في نفس السياق السياسي تقريبا جاءت مسرحية "عيسى التسونامي" ثاني عرض يدخل سباق الجوائز في مهرجان المسرح المحترف في طبعته العربية عن نص لعز الدين ميهوبي أخرجه للخشبة الطيب دهيمي، ويدور في ديكور بسيط أيضا وينقل يوميات كاتب عمومي يعايش هموم الناس البسطاء وينقل العرض في سياق دخول عسيى سباق الكرسي والانتخابات الكثير من الحكايات الهامشية للناس البسطاء من أزمة البطالة والحراقة وإعادة الزواج والعقد العاطفي للجزائريين، لينتهي العرض بعيدا عن الدراما بأغنية سطايفية كانت المخرج الذي وجده المخرج لإنقاذ عرضه. ولعلى القاسم المشترك بين العرضين هو التكيس على الخطاب السياسي المتمرد والمعارض على طول الخط والاقتراب من هموم الناس، ولكن الأهم من هذا الخطاب السياسي لم يتحول الى خطاب مسرحي بإمكانه أن يشد الجمهور بعيدا عن الخطاب المباشر والكثير من الفوضى والضجيج التي لا تعني بالضرورة المسرح الذي يعتمد في الأول والأخير على خلق تفاعل بين الجمهور والخشبة بالاعتماد على عناصر جمالية وأساليب متميزة في الإبهار، ولا تعني بالضرورة الاعتماد على النجوم لتحقيق النجاح كما فعلت فوزية آيت الحاج مع دوبل كانون، فحضر الراب في نهاية "النهر المحول" كما حضر السطايفي في "عيسى التسونامي ليبقى المسرح خارج المسابقة الى حين. زهية منصر:[email protected] تصوير علاء بويموت