نقلت تصريحات تلفزيونية عن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، تبرؤه مما جاء منسوبا إليه في وكالة الأنباء الفرنسية، من أنه قال: "إن السلفيين الجهاديين يشكلون خطرا على تونس، وإنه يجب على الدولة التونسية أن تعتمد الحزم معهم بعد الهجوم على السفارة الأمريكية، وإن هؤلاء الناس يشكلون خطراً، ليس فقط على النهضة، وإنما على الحريات العامة في البلاد وعلى أمنها، ولذلك علينا أن نواجه جميعاً هذه المجموعات، لكن بطرق تحترم القانون". وقال الغنوشي إن الصياغة التي نشرتها وكالة "فرانس براس" ليست دقيقة، مشيرا إلى أنه ليست هناك حملة على أي تيار، وأن تونس لكل التونسيين، وأن السلفيين جزء من هذا البلد، وانتهى عهد الإقصاء وعهد الحملات الأمنية. وقال إن من قاموا بالاعتداء على السفارة الأمريكية، ليسوا من المنتسبين للتيار السلفي، بل هم من المجرمين والإرهابيين. وكانت تصريحات الغنوشي ل"فرانس براس"، قبل نفيها، قد قوبلت بتجاوب واستحسان، من قبل المتابعين وكذلك الفاعلين في المشهد السياسي التونسي، الذين رأوا فيها رسالة واضحة تشير إلى نهاية "شهر العسل" بين النهضة والتيار السلفي، وخاصة الجهادي منه. بالرغم من ذلك، نفى الغنوشي هذه التصريحات واعتبر أن ما نقل عنه فيها غير دقيق، ومن شأنه أن يعمق حالة التوتر بين النهضة وخصومها. كما يعمق القول السائد بوجود "ازدواجية في الخطاب لدى الحزب الحاكم"، خطاب موجه للعالم الخارجي وآخر للاستهلاك الداخلي.