بقيت بطولة الرابطة المحترفة الأولى والثانية وفية لمنطق التغيير وغياب الاستقرار الفني، فباستثناء 5 أندية حافظت على استقرارها، فإن الأغلبية رضخت لمنطق “هذا رايح هذا جاي”، حيث أفرزت الأرقام 80 مدربا عملوا في الرابطة الوطنية المحترفة طيلة الموسم المنقضي، أي أن الحصيلة نقصت بأربعة مقارنة بالموسم الكروي 2017-2018. من موسم إلى آخر يتأكد بأن عامل الاستقرار والاستمرارية يعد من آخر اهتمامات مسيري ورؤساء الأندية الجزائرية، وهذا بناء على ظاهرة الإقالات والاستقالات التي فرضت منطقها خلال هذا الموسم ومواسم سابقة، حيث أن لغة الأرقام التي بحثت فيها “الشروق” قد كشفت اشتغال 80 مدربا في الرابطة الوطنية المحترفة الأولى والثانية على مدار مجريات الموسم المنقضي، أي بمعدل أكثر من مدربين لكل فريق، وعمل 43 مدربا في الرابطة المحترفة الأولى، وبمعدل يصل تقريبا إلى 3 مدربين في كل فريق، والرقم غير بعيد عن أندية الرابطة الثانية التي عرفت تداول 37 مدربا في المجموع (مدربا في كل فريق)، وهو ما يوحي على عمق المشكلة التي تقف وراءها عدة عوامل، منها سوء الاختيار أو التسرع في التغيير تحت ضغط المحيط والنتائج السلبية، ما يجعل المدرب هو الضحية الأول والأخير، فيما سجلنا تجول 12 مدربا، بدليل إشرافهم لأكثر من فريق، ويتقدمهم سليماني الذي درب 3 أندية خلال موسم واحد. الكناري و”الباك” والشلفوبسكرة جنوا ثمار الاستقرار ويبقى الشيء اللافت للانتباه أن من أصل 32 فريقا في الرابطة المحترفة الأولى والثانية، فإن 5 فرق فقط تمسكت بمدربيها من بداية الموسم إلى غاية انتهائه، ويتعلق الأمر بشبيبة القبائل ونادي بارادو في الرابطة الأولى، والثلاثي اتحاد بسكرة وجمعية الشلف ووداد تلمسان في الرابطة الثانية، والواضح أن عامل الاستقرار قد كانت له ثماره لدى اغلب الأندية المذكورة، بدليل أن شبيبة القبائل نافست على اللقب وأنهت الموسم في المرتبة الثانية تحت قيادة الفرنسي دوما، واحتل نادي بارادو المركز الثالث تحت إشراف البرتغالي فرانشيسكو شالو، وفي الرابطة الثانية، كما نسجل صعود إتحاد بسكرة تحت إشراف لكناوي وكذا جمعية الشلف بقيادة سمير زاوي، في الوقت الذي ضيع وداد تلمسان تأشيرة الصعود في آخر لحظة تحت إشراف المدرب فؤاد بوعلي، وهو ما يوحي أن الاستقرار هو من بين أبرز عوامل النجاح والوصول إلى تحقيق الهدف. بلوزداد ولاصام وبلعباس والحمراوة الأكثر تغييرا من جانب آخر، سجلنا تحطيم شباب بلوزداد الرقم القياسي في عدد تغييرات المدربين، وهذا بسبب الوضع الصعب الذي مر به الصائفة الفارطة، ما جعل عدة مدربين يتداولون في وقت وجيز، على غرار آيت جودي وروابح ثم شريف الوزاني، ليتم اللجوء إلى خدمات لطفي عمروش قبل أن يستقر الحال على المدرب عمراني الذي ساهم في تفادي شبح السقوط، وسارت جمعية عين مليلة على نفس الخطى ب 4 مدربين عكست غياب الاستقرار وأزمة النتائج في بداية الموسم على الخصوص (عجالي، سليم مناد، دانيال، آيت جودي)، والكلام ينطبق على إتحاد بلعباس الذي استهلك نفس الرقم (بوعكاز، بوزيدي، حفاف، سليماني) ونجى من السقوط في آخر لحظة، شأنه في ذلك شأن الجار مولودية وهران (بادو الزاكي، بلعطوي، كافالي، لكناوي). في المقابل، سجلنا 3 تغييرات في أطقم وفاق سطيف ومولودية وهران ونصر حسين داي ودفاع تاجنانت، فيما خضعت أندية إتحاد الجزائر وشبيبة الساورة وشباب قسنطينة وأهلي البرج ومولودية بجاية وأولمبي المندية لتغيير واحد خلال الموسم، بعضها انعكس إيجابا والبعض الآخر كان سلبيا ولم يمنح الإضافة اللازمة، ولم تشذ الرابطة الثانية عن القاعدة، بدليل أنها استهلكت 37 مدربا في المجموع، وقد حمل اتحاد البليدة الرقم القياسي ب 4 مدربين، فيما عرفت 6 فرق تداول 3 مدربين، وعرفت 6 أخرى مدربين اثنين طيلة الموسم. 14 مدربا أجنبيا.. بعضهم نجح والأغلبية فشلوا وقد عرفت الرابطة المحترفة تواجد 14 مدربا اشتغلوا في فترات مختلفة من بطولة هذا الموسم، 11 مدربا في الرابطة الأولى و3 مدربين آخرين في الرابطة الثانية، حيث نجح بعض التقنيين الأجانب في مهامهم، وفي مقدمتهم الفرنسي دوما مع شبيبة القبائل، بدليل انه واصل مهامه من بداية الموسم إلى غاية جولة الاختتام التي كللت بالمرتبة الثانية، والكلام ينطبق على البرتغالي فرانشيسكو شالو الذي ساهم في احتلال نادي بارادو المرتبة الثالثة، فيما كان مشوار أغلبية المدربين العرب والأجانب والآخرين بين متوسط ومخيب، بدليل أن الفرنسي آلان ميشال سقط مع الموب إلى الرابطة الثانية، فيما لم يتسن لآخرين المواصلة بسبب التعثرات، على غرار فروجي (إتحاد الجزائر) والطاوسي (وفاق سطيف)، وكازوني (مولودية الجزائر)، والثنائي بادو زاكي وكفالي (مولودية وهران)، وخوزي ماريا (أهلي البرج)، وحمادي الدو (دفاع تاجنانت)، ودانيال (جمعية عين مليلة)، فيما اكتفى لافان بمرتبة في وسط الترتيب مع شباب قسنطينة بعدما حقق مشوارا مميزا في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، وفي الرابطة الثانية لم يصمد الفلسطيني حاج منصور لا مع ترجي مستغانم ولا مع اتحاد البليدة، وكذلك التونسي وجدي الصيد مع مولودية العلمة، فيما صنع التونسي بوعكاز الاستثناء مع شبيبة بجاية، بدليل تنشيطه نهائي كأس الجمهورية، بعدما غادر مبكرا إتحاد بلعباس. نجاح الجيل الجديد بقيادة دزيري ولكناوي وزاوي وبعيدا عن غياب الاستقرار الذي عرفته مجمل أندية الرابطة المحترفة، فإن الشيء الايجابي هو ظهور جيل جديد من المدربين يواصل البروز وخطف الأضواء، ما جعله يحظى بثقة رؤساء الأندية، اغلبهم دوليون ولاعبون سابقون، على غرار بلال دزيري الذي ضمن البقاء بشكل مريح نسبيا مع أهلي البرج، بعدما صنع الحدث الموسم الماضي مع نصر حسين داي، في الوقت الذي حقق فيه سمير زاوي الصعود مع جمعية الشلف بلاعبين اغلبهم شبان، والكلام ينطبق على نذير لكناوي الذي كسب الرهان وأعاد إتحاد بسكرة إلى حظيرة الكبار، والأكثر من هذا فقد خاض مهمة مؤقتة بعد ذلك مع مولودية وهران وساهم في بقاء الحمراوة في الرابطة الأولى، ويتفاءل الكثير من المتتبعين بإمكانية مواصلة هذا الجيل البرهنة على كفاءته، خاصة وأن هناك أسماء شابة وضعت فيها الثقة، في صورة مخازني مع مولودية الجزائر وعجالي الذي اشرف على جمعية عين مليلة واتحاد عنابة، إضافة إلى بوغرارة وشريف الوزاني وأسماء أخرى سبق لها أن برهنت على كفاءتها فوق الميدان. المدربون الذين تداولوا على أندية الرابطة الأولى مدرب واحد: شبيبة القبائل (دوما)، نادي بارادو (فرانسيسكو دالو). مدربان: اتحاد الجزائر (فروجي، كبير). شبيبة الساورة (نغيز، زاوي)، شباب قسنطينة (عمراني، لافان). أهلي البرج: (خوزي ماريا، دزيري). مولودية بجاية: (آلان ميشال، ماضوي، آلان ميشال). أولمبي المدية: (حموش، روابح). 3 مدربين: وفاق سطيف: (الطاوسي، زكري، نغيز). مولودية الجزائر: (كازوني، عمروش، مخازني). نصر حسين داي: (دزيري، لاسات، إيغيل مزيان). دفاع تاجنانت: (حمادي الدو، بوهلال، بوغرارة). 4 مدربين: جمعية عين مليلة: (عجالي، سليم مناد، دانيال، آيت جودي). إتحاد بلعباس: (بوعكاز، بوزيدي، حفاف، سليماني). مولودية وهران: (بادو الزاكي، بلعطوي، كافالي، لكناوي). 5 مدربين: شباب بلوزداد: (آيت جودي، روابح، شريف الوزاني، لطفي عمروش، عمراني). المدربون الذين تداولوا على أندية الرابطة الثانية الرابطة المحترفة الثانية مدرب واحد: جمعية الشلف (سمير زاوي)، وداد تلمسان (فؤاد بوعلي)، اتحاد بسكرة (نذير لكناوي). مدربان: نجم مقرة (أمين غيموز، عزيز عباس)، مولودية سعيدة (سبع، قميدي مؤقتا، ثم عودة سبع)، شبيبة بجاية (بسكري، بوعكاز)، شبيبة سكيكدة (بوغرارة، بن شوية)، اتحاد الحراش (العوفي، حجار)، اتحاد عنابة (كمال مواسة، كمال عجالي). 3 مدربين: مولودية العلمة (لونيسي، وجدي الصيد، مشيش)، أمل بوسعادة (باشا، صفراوي مؤقتا، بوفنارة)، سريع غليزان (شريف حجار، بلجيلالي، لطرش)، جمعية وهران (زغدود، سليماني، العوفي)، ترجي مستغانم (حاج منصور، عساس، جندر)، رائد القبة (سليماني، زغدود، قوقام). 4 مدربين: اتحاد البليدة (لطرش، حاج منصور، بلحنافي، بن طلعة). مدربون أشرفوا على عدة فرق طيلة الموسم فريقان: دزيري (نصر حسين داي، أهلي البرج)، عمراني (شباب قسنطينة، شباب بلوزداد)، بوعكاز (اتحاد بلعباس، شبيبة بجاية)، بوغرارة (شبيبة سكيكدة، دفاع تاجنانت)، روابح (شباب بلوزداد، أولمبي المدية)، أمين غيموز (نجم مقرة، أمل شلغوم العيد)، حاج منصور (ترجي مستغانم، إتحاد البليدة)، شريف حجار (سريع غليزان، اتحاد الحراش)، زغدود (جمعية وهران، رائد القبة). لكناوي (اتحاد بسكرة، مولودية وهران)، العوفي (اتحاد الحراش، جمعية وهران). 3 فرق: سليماني (رائد القبة، جمعية وهران، اتحاد بلعباس) المدربون العرب والأجانب في المحترفين الأول والثاني الرابطة الأولى: دوما (شبيبة القبائل)، فروجي (اتحاد الجزائر)، الطاوسي (وفاق سطيف)، فرانسيسكو (نادي بارادو)، آلان ميشال (مولودية بجاية)، كازوني (مولودية الجزائر)، بادو الزاكي وكفالي (مولودية وهران)، لافان (شباب قسنطينة)، خوزي ماريا (أهلي البرج)، حمادي الدو (دفاع تاجنانت)، دانيال (جمعية عين مليلة)، الرابطة الثانية: حاج منصور (ترجي مستغانم واتحاد البليدة)، وجدي الصيد (مولودية العلمة)، بوعكاز (اتحاد بلعباس وشبيبة بجاية).