أسدل الستار على بطولة الرابطة المحترفة الأولى بتتويج اتحاد الجزائر بلقب البطولة الوطنية المحترفة عن جدارة واستحقاق، وهذا بالنظر إلى المسيرة التي حققها أبناء سوسطارة منذ بداية الموسم، وهو التتويج الثالث لهم بعد لقبي 2014 و2016، في الوقت الذي عادت فيه شبيبة القبائل إلى الواجهة باحتلالها المرتبة الثانية، وتألق نادي بارادو الذي أنهى الموسم في المركز الثالث، وتواصل بروز شبيبة الساورة التي احتلت المرتبة الرابعة. كانت الرابطة الوطنية المحترفة وفية لوعودها من حيث الإثارة والتنافس، بدليل أن ورقة اللقب وتأشيرات السقوط لم يحسم فيها إلا في الجولة الأخيرة من البطولة، وإذا كان اتحاد الجزائر كان بمقدوره التتويج مسبقا بالبطولة، إلا أن تعثره وفق ميدانه أمام مولودية وهران في الجولة ما قبل الأخيرة قد مدد السوسبانس إلى غاية جولة الاختتام، ما تطلب عليه الفوز في قسنطينة لتحقيق الهدف المنشود، في الوقت الذي كان على شبيبة القبائل الفوز أمام أهلي البرج وترقب هدية التي لم تأت من ملعب الشهيد حملاوي، في الوقت الذي تمسك فيه نادي بارادو بالمرتبة الثالثة التي تسمح له بضمان مشاركة قارية، شأنه في ذلك شأن شبيبة الساورة الذي يواصل تشريف الكرة في الجنوب الكبير، أما في المؤخرة، فقد كان سقوط دفاع تاجنانت وأولمبي المدية بمثابة تحصيل حاصل، موازاة مع التعثرات المسجلة في الجولات الأخيرة، لتلحق بهم مولودية بجاية التي لم يتسن لها الصمود مجددا في حظيرة الكبار. أبناء سوسطارة تشبثوا باللقب رغم بعض الهزات لم يتنازل إتحاد الجزائر عن لقب البطولة، وظل متمسكا به رغم بعض الهزات التي تعرض لها في منعرجات هامة من البطولة، بدليل أنه لم يتسن له الحفاظ على الفارق المريح الذي كان يفصله عن الملاحقين شبيبة القبائل ونادي بارادو، ما جعله يدخل معترك الحسابات في الجولتين الأخيرتين، وذلك عقب التعادل الذي فرض عليه أمام مولودية وهران، ما جعله أمام حتمية الفوز في قسنطينة إذا أراد إنهاء الموسم بطلا للرابطة المحترفة، وهو الأمر الذي تجسد ميدانيا في النهاية، وهذا بصرف النظر عن التصريحات النارية التي أدلى بها رئيس شبيبة القبائل ضد مسيري شباب قسنطينة في هذا الجانب. وأجمع الكثير من المتتبعين على وصف تتويج أبناء سوسطارة بالمستحق، بناء على لغة الأرقام التي تعكس حضورهم النوعي منذ بداية الموسم، بدليل أنهم أحرزوا 53 نقطة كاملة، وحققوا 15 فوزا طيلة الموسم، إضافة إلى 8 تعادلات، مقابل الخسارة في 7 مباريات فقط، فيما يعد هجوم الاتحاد الأفضل ب 49 نقطة، مقابل تلقي الدفاع ل 29 هدفا، أرقام تؤكد أن الاتحاد يستحق لبس ثوب البطل، خاصة وأنهم تمسك بمقعد الريادة منذ بداية الموسم. بريق الشبيبة يعود وبارادو يواصل البرهنة من جانب آخر، فإن الشيء الملفت للانتباه في بطولة هذا الموسم هو العودة القوية لشبيبة القبائل إلى الواجهة، ما جعلها تستعيد بريق الكناري أيام زمان، بدليل أن أبناء المدرب دوما نافسوا اتحاد الجزائر على لقب البطولة إلى آخر جولة، في وقت عانت الشبيبة لمواسم في المراتب الأخيرة، ما جعلها تتفادى شبح السقوط في كل مرة وسط موجة من الحسابات والمتاعب، خاصة في المواسم الأخيرة لعهدة الرئيس السابق محمد الشريف حناشي، وقد برهنت الشبيبة على صحة إمكاناتها، وهذا بناء على المردود المقدم وكذا النتائج المحققة، بدليل احتلال مركز الوصافة ب بفارق نقطة عن الرائد اتحاد الجزائر، بفضل تسجيل 15 فوز و7 تعادلات والخسارة في 10 مناسبات، فيما يعد هجومها الثاني في البطولة ب 38 هدفا، كما أن الدفاع يعد الأفضل ب 23 هدفا. وفي السياق ذاته يواصل نادي بارادو البرهنة في حظيرة الكبار، من خلال بقائه في كوكبة المقدمة، وإنهاء الموسم في المرتبة الثالثة برصيد 48 نقطة، مشوار كان سيكون الأفضل لو تفادى “الباك” بعض التعثرات المفاجئة بميدانه، وفي مقدمة ذلك خسارته في عقر الديار أمام اتحاد بلعباس. نسور الساورة يواصلون التحليق.. الوفاق يخيب والمولودية تتراجع وفي السياق ذاته، تواصل شبيبة الساورة تشريف الكرة في الجنوب الكبير على مستوى الرابطة الأولى، وهذا بعد احتلال أبناء المدرب زاوي المرتبة الرابعة ب47 نقطة، ما يؤكد صحة إمكانات نسور الجنوب الذين برهنوا الموسم الماضي باحتلال مرتبة مكنتهم من تسجيل مشاركة قارية تعكس تألق هذا النادي الذي عرف كيف يقول كلمته ضمن الكبار، ما يجعله على موعد مع مشاركة قارية أو إقليمية أخرى الموسم المقبل. في المقابل خيب وفاق سطيف الظن هذا الموسم، ونخسر جميع أوراقه، ففي الوقت الذي تراجع بشكل مثير للجدل في مشوار البطولة، فقد ضيع فرصة تنشيط نهائي كأس الجمهورية، اثر إقصائه أمام شبيبة بجاية، وقد أنهى الموسم في المرتبة الخامسة وسط موجة من المشاكل الإدارية والفنية، وفي مقدمة ذلك غياب الاستقرار في الطاقم الفني الذي تداول عليه 3 مدربين، شأنه في ذلك شأن مولودية الجزائر التي لم تكن في مستوى تطلعات جمهورها، واكتفت بالمرتبة السادسة ب43 نقطة، كما عجز شباب قسنطينة تكرار سيناريو الموسم الماضي الذي توج فيه بطلا، حيث مر هذا الموسم جانبا في البطولة التي أنهاها في المرتبة السابعة في مشوار يختلف عن أجواء الموسم الماضي. بلوزداد وبلعباس قلبا الموازين في أجواء استثنائية وقد صنع شباب بلوزداد الحدث بالمشاكل الكثير التي عانى منها منذ بداية الموسم، مثلما صنع الحدث أيضا بضمان البقاء في الوقت المناسب، حيث أن المرحلة الصعبة التي مر بها خلال النصف الأول من البطولة لم تمنعه من التدارك، خاصة بعد انتداب المدرب عمراني في منتصف الموسم، موازاة مع تكليف مهمة تسيير النادي للرئيس السابق لاتحاد الجزائر سعيد عليق، ما جعله يسخر خبرته التي أعادت الاعتبار لأبناء العقيبة الذين غادروا تدريجيا المرتبة الأخيرة، موازاة مع خصم 3 نقاط من رصيدهم في مستهل الموسم، لينهوا البطولة في المركز الثامن برصيد 38 نقطة، موسم يجب أن يكون للنسيان بالنسبة لشباب بلوزداد، وكذا بخصوص اتحاد بلعباس الذي قلب الموازين في آخر لحظة، ونجا من السقوط في أجواء استثنائية، وهذا بعد النتائج المحققة في الجولات الأخيرة من البطولة، ما جعل أبناء سليماني ينهون الموسم في المرتبة ال13 ب 35 نقطة. “لاصام” والبرج يصمدان وسقوط تاجنانت والمدية و”الموب” تحصيل حاصل ويبقى الشيء اللافت هو صمود فريقين صعدا الموسم الماضي، ويتعلق الأمر بجمعية عين مليلة التي ضمنت بقاءه أشبه بالمريح، وهذا بصرف النظر عن المتاعب التي حلاقتها في عقر الديار على الخصوص، وأنهى أبناء قريون الموسم في المرتبة العاشرة ب36 نقطة، والكلام ينطبق على أهلي البرج الذي حقق البقاء في الجولة ما قبل الأخيرة، محتلا المرتبة التاسعة ب38 نقطة، فيما لم تصمد مولودية بجاية التي واجهت مشاكل تسييرية فنية انعكست سلبا على مستقبلها في حظيرة الكبار، فكان السقوط مسألة حتمية في موسم بدأه الفرنسي ميشال وأنهاه ميشال، وبين هذا وذاك تولى المهمة خير الدين ماضوي الذي لم يتسن له الصمود في ظل تواصل الإخفاقات، والكلام ينطبق على دفاع تاجنانت التي لم تحفظ درس الموسم الماضي، والأكثر من هذا فقد ضيعت نقاط ثمينة بميدانها خلال الجولات الأخيرة، شأنها في ذلك شأن أولمبي المدية الذي لم يتسنى له مواصلة الدفاع عن هدف البقاء، فكان السقوط هو الطريق الأقرب إلى الرابطة الثانية. الشبيبة وبارادو الأفضل استقرارا.. تسجيل 476 هدف ونعيجي هدافا بامتياز من جانب آخر، فقد عرفت البطولة تسجيل 476 هدفا على مدار 30 جولة، وهيب حصيلة مقبولة نسبيا، أي بمعدل 15 هدف في كل جولة، في الوقت الذي خطف لاعب نادي بارادو نعيجي الأضواء بتوقيعه ل 20 هدفا، ما جعله هداف البطولة بامتياز، في الوقت الذي لم يبرز هدافين جددا في مرحلة العودة، وعليه فقد الهداف السابق لدفاع تاجنانت على المرتبة الثانية ب 10 أهداف، وهذا رغم مغادرته في الميركاتو الشتوي، موازاة مع خوضه تجربة احترافية في تونس، في الوقت الذي عادت المرتبة الثالثة لهداف وفاق سطيف بوقلمونة ب 9 أهداف رفقة لاعب اتحاد الجزائر إيبارا بنفس الرصيد. يحدث هذا في الوقت الذي كانت البطولة الوطنية وفية لتغيير الأطقم الفنية للأندية، حيث لم يحافظ على الاستقرار سوى شبيبة القبائل تحت قيادة المدرب دوما وكذا نادي بارادو الذي اشرف عليه الاسباني فرانسيسكو دالو، أما بقية الأندية فقد كانت وفية لتغيير المدربين، وفي مقدمة ذلك شباب بلوزداد ب 5 مدرين، وكذا جمعية عين مليلة واتحاد بلعباس ومولودية وهران ب4 مدربين. أرقام من مشوار الذهاب – أكبر عدد من الانتصارات من نصيب الرائد اتحاد الجزائر ب 15 فوزا، وهذا مناصفة مع الملاحق المباشر شبيبة القبائل. – أثقل فوز حققته شبيبة القبائل بخماسية كاملة ضد مولودية الجزائر بملعب عمر حمادي، لحساب الجولة السادسة، وسحق إتحاد الجزائر مولودية بجاية ب 5 أهداف مقابل هدف واحد في الجولة الخامسة، كما تلقت الموب خسارة أخرى ثقيلة ضد شباب بلوزداد ب 4 أهداف مقابل هدف واحد في الجولة ما قبل الأخيرة من مرحلة الذهاب. – المباراة التي عرفت تسجيل أكبر عدد من الأهداف كانت بين مولودية وهران ومولودية الجزائر، لحساب الجولة السابعة، وانتهت بنتيجة 4 أهداف مقابل ثلاثة. – أضعف حصيلة من الانتصارات تضمنت 3 أندية ب 7 انتصارات، ويتعلق الأمر بكل من دفاع تاجنانت ومولودية بجاية وجمعية عين مليلة. يليهم أولمبي المدية ومولودية وهران ب 8 انتصارات. – أقل عدد من الهزائم كانت لصالح إتحاد الجزائر الذي خسر الرهان في 7 مباريات، يليه شبيبة القبائل الذي خسر في 8 مباريات. – أكبر عدد من الهزائم كانت من نصيب دفاع تاجنانت واتحاد بلعباس ب 13 انهزام، كما انهزمت 3 أندية في 12 مباراة، وهي أهلي البرج وأولمبي المدية ونصر حسين داي. – أقوى هجوم هو لاتحاد الجزائر ب 49 هدفا، يليه شبيبة القبائل ونادي بارادو ب 38 هدفا. – أضعف خط هجوم لأولمبي المدية ب 21 هدفا، ثم أهلي البرج الذي سجل هجومه 22 هدفا. – أفضل دفاع هو لشبيبة الساورة الذي تلقى 22 هدفا، ثم وفاق سطيف وشباب قسنطينة وأهلي البرج ب 24 هدفا. – أضعف دفاع هو لدفاع تاجنانت ومولودية وهران اللذان تلقيا 38 هدفا، ثم مولودية الجزائر ومولودية بجاية اللذان تلقيا 36 هدفا. – عرفت بطولة الرابطة المحترفة الثانية تسجيل 243 هدفا، في انتظار معرفة مخلفات اللقاء المتأخر بين إتحاد الجزائر ووفاق سطيف. – الفرق التي حافظت على استقرار أطقمها الفنية هي شبيبة القبائل ونادي بارادو. – الفرق التي حطمت الرقم القياسي في تغيير المدربين هو شباب بلوزداد ب 5 مدربين، وكل من اتحاد بلعباس ومولودية وهران وجمعية عين مليلة ب 4 مدربين. – هداف البطولة هو زكرياء نعيجي (23 سنة) من نادي بارادو الذي سجل 20 هدفا، يليه كريم عريبي (24 سنة) الذي غادر من دفاع تاجنانت في الميركاتو الشتوي ب 10 أهداف. – أفضل الهدافين الأجانب هو برانس إيبارا (22 سنة) من إتحاد الجزائر ب 9 أهداف. – أفضل 3 هدافين في الرابطة المحترفة الأولى لا يتجاوز عمرهم 25 سنة. هدافو مرحلة الذهاب 20 هدفا: نعيجي (نادي بارادو) 10 أهداف: كريم عريبي (دفاع تاجنانت) 9 أهداف: بوقلمونة (وفاق سطيف) وبرانس إيبارا (اتحاد الجزائر). المدربون الذين تداولوا على أندية الرابطة الأولى اتحاد الجزائر: فروجي، كبير. شبيبة القبائل: دوما نادي بارادو: فرانسيسكو دالو وفاق سطيف: الطاوسي، زكري، نغيز. شبيبة الساورة: نغيز، زاوي. مولودية الجزائر: كازوني، عمروش، مخازني. شباب قسنطينة: عمراني، لافان، لافان. أهلي البرج: خوزي ماريا، دزيري. نصر حسين داي: دزيري، لاسات، إيغيل مزيان. جمعية عين مليلة:عجالي، سليم مناد، دانيال، آيت جودي. شباب بلوزداد: آيت جودي، روابح، شريف الوزاني، لطفي عمروش، عمراني. إتحاد بلعباس: بوعكاز، بوزيدي، حفاف، سليماني. مولودية وهران: بادو الزاكي، بلعطوي، كافالي، لكناوي. مولودية بجاية: آلان ميشال، ماضوي، آلان ميشال. دفاع تاجنانت: حمادي الدو، بوهلال، بوغرارة. أولمبي المدية: حموش، روابح.