قدم الوزير السابق في الحكومة الجزائرية لمين بشيشي بولاية الجلفة إصداره الجديد الذي يحمل اسم "تاريخ النشيد الوطني" وذلك في إطار الاحتفال بعيدي الاستقلال و الشباب. وأكد لمين بشيشي أن هذا الإصدار هو نتيجة عمل مشترك بينه و بين عبد الرحمن بن حميدة أحد المناضلين المحكوم عليهم بالإعدام إبان الاستعمار والذي كان على رأس اللجنة الثقافية للمكتب السياسي التي أشرفت على تنظيم مسابقة حول النشيد الوطني. وركز المتحدث في كتابه على تبيان تاريخ النشيد الوطني منذ بداياته الأولى مستعرضا مختلف المراحل التي تولد منها النشيد الوطني مستدلا في ذلك بكافة الأسماء والرجالات التي كان لها الفضل في إعداده وصولا إلى نشيد يشحذ الهمم. وذكر لمين بشيشي أن النشيد الوطني الرسمي يتضمن خمس مقاطع كما أقر في المجلس الشعبي الوطني مارس 1986 بالرغم من عدم كتابة المقاطع الخمسة في القانون المصادق عليه مفندا كافة الحجج القائلة أنه يتألف من أربع مقاطع فقط. واستمع الحاضرون من السلطات المحلية و المهتمين بمثل هذا الموضوع الجوهري الذي بادرت إلى تنظيمه إذاعة الجلفة الجهوية إلى تسجيل صوتي للصيغ الأربعة للنشيد الوطني بالصور التلحينية الأولى لكل صيغة كما هو الحال للصورة التلحينية للنشيد قسما من كلمات الشاعر مفدي زكريا و ألحان الفنان الجزائري محمد التوري التي سجلت لأول مرة في منزل مفدي زكريا بحي القبة في العاصمة عام 1955. و كانت الصيغة الثانية للنشيد من تلحين الموسيقار التونسي محمد التريكي تم تسجيلها لأول مرة في مقر البعثة التعليمية الجزائرية بشارع بن خلدون بتونس في الثلاثي الأول من عام 1956 أين ضبطت هذه النسخة الصوتية اعتمادا على تدوين موسيقي لذات الملحن. وجاءت الصيغة الثالثة من تلحين الفنان محمد فوزي من مصر أين سجلت النسخة الأصلية على الهواء مباشرة من إذاعة صوت العرب في حفل جماهيري عريض بساحة عمومية بالقاهرة خريف 1956 ليكون مسك الختام النشيد الوطني الرسمي بأداء فرقة الحرس الجمهوري. وأشار ذات المحاضر إلى أن التعديل الذي طرأ على النشيد الوطني من خلال ضربات الطنبور في موسيقاه يعود الفضل فيه إلى هارون الرشيد الذي يكن له كل الاحترام والتقدير و الثناء. سعاد طاهر محفوظي