ألقى أمس السبت السيد لمين بشيشي وزير الإعلام الأسبق محاضرة بعنوان كتابه تاريخ النشيد الوطني الذي صدر له عام 98 بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية تناول من خلالها المراحل التي مر بها النشيد الوطني قبل سنة 1962 تاريخ نهاية بحثه . حيث كشف أن النشيد الوطني الجزائري للشاعر الكبير مفدي زكريا فاز عدة مرات كأحسن نص من بين أقوى النصوص التي عرضت في أقوى المسابقات، كما تم اعتماد لحن الفنان المصري محمد فوزي الذي جاء الدور عليه من بين كوكبة الفنانين في إذاعة صوت العرب. وبالرغم من حدوث خلافات حول استحالة تلحين محمد فوزي للنشيد الوطني بحكم أنه كان مختصا بتلحين الأغاني العاطفية إلا أنه تمسك بمطلبه وقام بتلحين النشيد الوطني في 3 جوان 1956 من العاصمة المصرية القاهرة، ويذكر لمين بشيشي أن الملحن المصري محمد فوزي عندما طلب منه أن يطلب مستحقاته رد بأنه لا يقبل مليما واحدا، ويواصل خرج النص في خريف 1956 لكنه كان مبتورا ليس فيه كلمة: يا فرنسا.. وذكر أن مفدي زكريا - كتب النشيد الوطني- في القصبة ولم يكتبه في السجن كما يشاع وتم تلحينه ثلاث مرات من قبل محمد التوري تلميذ محمد العيد آل خليفة في ديسمبر 1955 في بيت الشاعر مفدي زكريا بالقبة وتم تسجيله على نسختين على يد المدعو محمد الأغواطي قدمتا إلى العاصمة، ويضيف بشيشي عثرت على نسخة للإسطوانة بعد بحث طويل داخل سجن سركاجي، أعيد الطلب من مفدي زكريا لإعادة تلحين النشيد من تونس فكان هذه المرة من مقر البعثة الجزائرية في دولة تونس في الثلاثي الأول من سنة 1956 على يد الملحن التونسي محمد التريكي، لكن الجماعة استصعبوه أكثر من الأول إلى أن وصل إلى يد توفيق المدني في إذاعة صوت العرب ليسلمه إلى الملحن محمد فوزي رغم ما وقع من خلاف. 1964 خرج بيان مصادقة لنشيد جديد للجزائر المستقلة شارك فيه عدد من الشعراء لكن نشيد مفدي زكريا عاد فائزا من جديد، ,1986 جيء لوضع نص نهائي رسمي للنشيد الوطني بأربع مقاطع لكن من داخل المجلس الشعبي الوطني صوت بأن يكون بخمسة مقاطع، ولأن الصيغ الثلاث التي لحنت كانت خالية من الضربات الموسيقية أضاف الموسيقار الكبير هارون النشيد الضربات الأولى لنشيد قسما. من جهة ثانية - لمين بشيشي- الذي استضافته أمس إذاعة الجلفة بمناسبة عيد الاستقلال والشباب وتم تكريمه ببرنوس وبري أثنى على حصة الحديقة الساحرة وهي حصة تربوية تقدمها إذاعة الجلفة، ولام خلالها المسؤولين على توقيف حصة ما بين الثانويات التي كانت تعرض في التلفزيون، كما طلب أن تكتب أغنية تحمل اسم منطقة البرواقية بولاية المدية معقل السجناء السياسيين. ويذكر أن لمين بشيشي تقلد عدة مناصب من مدير للإذاعة إلى إطار في وزارة الثقافة إلى وزير للإعلام، وهو من مواليد 1927 بسدراة بولاية سوق أهراس وهو أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين، انضم للكفاح المسلح وقت اندلاع الثورة التحريرية، الجدير بالذكر أن كتاب تاريخ النشيد الوطني لم يخرج إلى السوق بعد.