رفعت عشرات العائلات المقيمة بحي ذراع الطويل التابع لبلدية بوينان شرق البليدة، نداء استغاثة للسلطات المحلية والولائية من أجل رفع الضرر عنها وانتشالها مما وصفته ب"الحڤرة"، التي تتعرض لها منذ سنوات، بسبب نزاع عقاري مع مؤسسة بنكية ادعت حسب اقوالها، ملكيتها للأرض التي شيدوا فوقها سكناتهم، ما سبب لها حالة من الإحباط واليأس، وأدى إلى تفاقم مشاكلها جراء غياب البنى التحتية بالمنطقة. السكان وفي حديث مع "الشروق" قالوا إنهم في انتظار التفاتة من المسؤولين لتفريج غمّهم، من خلال إعطاء أوامر لمديرية مسح الأراضي، والتي ستكون الفيصل بينهم وبين المؤسسة البنكية، التي دخلت معها العائلات، وعددها 40، في نزاع عقاري سنة 2008 . بعدما ادعت حسبهم، ملكيتها للأرض التي أقاموا عليها سكناتهم في تسعيينات القرن الماضي، بعدما اشتروا سدس قطعة ارض من احد الخواص بعقود عرفية، في حين قضت المحكمة في الدعوى بعدم الاختصاص، لتتواصل معاناتهم في ظل انعدام التهيئة إجمالا، ما جعلهم يعيشون في عزلة تامة واقصاء على جميع المستويات، من حيث انعدام البنى التحتية الأساسية، بدءا بالمسالك الترابية أين تزداد الأمور تعقيدا خاصة في فصل الشتاء، أين يستحيل السير فيها مشيا على الاقدام، او بواسطة المركبات بسبب نوعية التربة الطينية والانجرافات، مما يعطل مصالح السكان ويتوقف الأبناء عن الدراسة. عدم ربط الحي بالكهرباء، مشكل أخر عمق الإحساس بالغبن والذل - قال محدثونا - ماجعلهم يلجؤون، إلى تركيبات عشوائية من منازل مجاورة تسببت لهم في وقوع حوادث، كادت تؤدي إلى عواقب وخيمة. وذكر السكان تعرض بقرة العام الماضي إلى صعقة كهربائية بعدما التهمت هاته الأخيرة خيط الكهرباء المتدلي في حين أبدوا توجسهم من تعرض صغارهم لشرارات كهربائية، في حين تعيش عائلات فقيرة على ضوء الشموع منذ سنوات لعدم مقدرتها على توصيل ودفع اشتراكات الكهرباء. أما العطش ففعل فعلته بالسكان، ما جعلهم تحت رحمة أصحاب الصهاريج التي فاقت أثمانها ال1000 دج، في وقت تلجأ عائلات إلى آبار ارتوازية ملك لفلاحين بالمنطقة، غير آبهين بالمخاطر الصحية المتربصة بهم، في حين أبدى السكان توجسهم من أزمة غاز البوتان، التي نغصت حياتهم على غرار ما حدث العام الماضي مع تساقط الثلوج، المتضررون أبدوا تخوفهم من مطمورات الصرف الصحي المجاورة لمساكنهم، والتي صارت مرتعا للحشرات تتربص بصحة الكبار والصغار، وقد ضاعف غياب الإنارة العمومية مشكل اللا أمن، حيث تعرض السكان الى عشرات الاعتداءات والسرقات التي طالت ممتلكاتهم. رئيس بلدية بوينان وفي اتصال مع الشروق اليومي، قال إن إدراج مشاريع بحي ذراع طويل، يبقى مؤجلا، إلى غاية نهاية النزاع بينهم والمؤسسة البنكية وإثبات وضعية كل طرف منهما، وأحقيته بالقطعة الأرضية.