لا تزال مظاهر تدني مستوى معيشة جل الأحياء القصديرية بالبوني تزيد من معاناة قاطنيها وذلك نتيجة استمرار انقطاعات التيار الكهربائي بهذه الأخيرة مع زيادة معدلات الربط العشوائي لشبكات الكهرباء مع باقي المجمعات السكنية المجاورة جاءت على إثر هذه الشتوية بكل المظاهر السيئة التي وقعت تحت وطأتها الأحياء القصديرية التي باتت في ظلام منذ تساقط الأمطار الغزيرة على مختلف السكنات الهشة بهذه الأحياء – حيث برز على صعيد واسع صعوبة التزود بالطاقة الضرورية لتتلقى الأسلاك الكهربائية ضربة قوية من طرف الطبيعة أدخلت سكان هذه المناطق المهمشة في دوامة لا تنتهي وتتعطل على إثرها جل المرافق التي تتزود بالطاقة الكهربائية كالأجهزة الكهرومنزلية ليتعطل معها قضاء حاجيات هؤلاء المهمشين وتبقى من خلاله الشموع الوسيلة الوحيدة التي أنارت عليهم ظلامهم هذه الشتوية ليزيد من سوء الوضعية ارتفاع احتمالات الحرائق التي تسببت فيها ككل مرة الأسلاك الكهربائية لتكون الحرائق بفعل الشموع خطرا آخر يحدق بالسكان في بيوتهم التي اكتست جدرانها بأوراق الكرتون لتصد عن هؤلاء لفحات البرد عاد على إثرها سكان هذه الأحياء عبر الزمن إلى العصور الوسطى رغم إرادتهم. وبشكل ملفت للانتباه مع كل تساقط فالرياح كذلك أتت على جل التوصيلات الكهربائية العشوائية لتضرب بقوتها قاطعة ومخلفة أضرارا لا تحصى تجلت بتواصل الاضطرابات في تزود معظم البيوت بهذه الطاقة الحيوية لكن غزارة الأمطار وبرودة الطقس أعاقت على هؤلاء القاطنين بهذه الأحياء الفوضوية حصولهم على فرصة لإصلاح كل تلك الأسلاك الكهربائية وتجديد باقي الشبكة التي أتلفت بسبب عوامل الطبيعة في الآونة الأخيرة بعد أن أرغمتهم ضعف الإمكانيات المادية على مولدات كهربائية توفر عنهم مغبة التعرض للتكهرب في أية لحظة ناهيك عن الحرائق المحتملة بسبب الاندلاع المتواصل للشرارات الكهربائية والأصوات المزعجة التي تصدر عن التيارات الكهربائية بصفة غير منتظمة عبر هذه الأسلاك التي أنهكتها الطبيعة. هذه الوضعية التي أثارت إستياء سكان هذه المناطق المهمشة لتجبر معظم العائلات على تغيير إقامتهم التي أصبحت مؤقتة مع كل تهاطل وذلك خوفا على سلامتهم طارقين كل الأبواب للهروب من هذه المأساة الموسمية التي أنهكت ميزانيتهم بفعل التنقل المستمر هنا وهناك ليزيد من عبء الميزانية مبالغ إصلاح كل الأجهزة الضرورية ناهيك عن اقتناء أجهزة أخرى وبمبالغ معتبرة ذاق في سبيلها المتضررون كل جرعات العجز عن توفير أدنى شروط السلامة لجل وسائل وشروط الحياة اليومية في حين لا يزال اليأس والإحباط يحوم حول تلاميذ المدارس والقاطنين بهذه الأحياء العشوائية التي لم يسلم من وطأتها لا الصغير ولا الكبير حيث أصبح الأطفال هم كذلك فريسة تدني مستوى التحصيل الدراسي فغياب الإنارة بسبب انقطاع التيار الكهربائي بالبيوت الهشة أجبر هؤلاء على العزوف عن تأدية فروضهم ومراجعة دروسهم بحكم الظروف القاسية التي ألقت بظلالها على التلاميذ لتمنعهم من أحلامهم في النجاح والتفوق وفي انتظار انقضاء الفترة الشتوية وانقطاع التهاطل تبقى آمال هؤلاء الأطفال وأحلامهم معلقة إلى ما بعد الموسم الشتوي لتظل من خلالها معاناتهم حبيسة جدران البيوت القصديرية التي أصبحت قنابل موقوتة تجمع الماء المتسرب عبر الشقوق والأسقف والكهرباء هذه الثنائية الخطيرة التي لم يستطع سكان الأحياء الفوضوية التخلص منها مع دخول كل فصل ممطر لتلاشى ضمنها خيارات الإفلات من هذا الكابوس الذي زاد من معاناتهم بسبب مشاكل أخرى لا تقل حدة والتي باتت هي الأخرى قاب قوسين أو أدنى من الانفجار وفي أية لحظة. بكاي يسرا