دعا والي تيبازة، محمد بوشمة، المحتجين على إقصائهم من قوائم السكنات الاجتماعية المعلن عنها خلال الأسبوع المنقضي ببعض بلديات الولاية “تأسيس” الطعون المودعة لدى اللجنة الولائية للطعون من أجل إلغاء كل استفادة “مشبوهة”، حسب ما علم من ذات المصالح. وكشف رئيس ديوان والي تيبازة، رابح هبهوب، أن الوالي أعطى تعليمات “صارمة” للجنة الطعون الولائية من أجل إجراء تحقيق ميداني “معمّق ودقيق حالة بحالة” للتأكد من مصداقية كل طعن “مؤسس” مبني على معطيات صحيحة. وأضاف أن السلطات الولائية، تتعهد وفقا لهذه التعليمات، بإلغاء كل استفادة “مشبوهة ثم مؤكدة” بناء على معطيات ملموسة لا على أحكام معيارية حتى إن اقتضى الأمر تجميد القائمة كليا ومراجعة أحقية المستفيدين بكل “صرامة وحزم”، مطمئنا أن القوائم المعلن عنها تبقى قوائم مؤقتة وليست نهائية. وقال في هذا السياق، إن الطعن “المؤسس” يقتضي من صاحبه إعطاء معلومات صحيحة توضح عدم أحقية المواطن الذي أدرجت لجنة الدائرة اسمه في القائمة المؤقتة للمستفيدين من خلال كشف أملاك “المتلاعبين” و”المتحايلين” وكشف أيضا كل “تواطؤ” محتمل. وكانت بلديات تيبازة والأرهاط والحطاطبة وسيدي راشد وبورقيقة قد أعلنت بدءا من يوم الاثنين الماضي عن قوائم أولية تضم أسماء المستفيدين من سكنات عمومية إيجارية عقبتها سلسلة من الاحتجاجات المتفرقة للمقصيين تنديدا بما وصفوه ب”البزنسة” وحرمان الحالات الاجتماعية الحقيقية من هذه الصيغة السكنية. ويعكف ديوان والي تيبازة يوميا على استقبال المحتجين واستلام الطعون والتدخل في كل مرة على مستوى البلديات والدوائر لتهدئة الأوضاع المشحونة من خلال الالتزام والتعهد بالصرامة والحزم في التوزيع، حسب نفس المصدر، الذي يؤكد أن البرنامج السكني المزمع توزيعه خلال السنة الجارية يلبي الطلبات بأريحية حيث يبلغ قوامه ال 9000 وحدة سكنية. وببلدية سيدي راشد أقدم المحتجون على بناء جدار عند المدخل الرئيسي لمقر البلدية رافعين شعارات تتهم فيها السلطات المحلية ولجنة دائرة أحمر العين ب”الفساد” وممارسة الإقصاء قبل أن يهدأ الوضع نسبيا ويعاد فتح البلدية. نفس الأجواء عاشتها بلدية تيبازة، حيث أقدم أحد المقصيين على محاولة وضع حد لحياته داخل مقر دائرة تيبازة وسط ذهول العشرات من المحتجين الذين تجمّعوا بقوة قبل أن يعدل عن قراره بعد تدخل بعض من العقلاء. من جهتها، عاشت بلديات بورقية بدائرة أحمر العين والأرهاط بدائرة الداموس والحطاطبة بدائرة القليعة نفس الاحتجاجات. ويندد المقصون ب “شبهة” استفادة شباب من فئة العزاب لا يفوق سنهم ال25 سنة في حين تم إقصاء البالغين 30 سنة فما فوق إلى جانب التنديد بعدم مراعاة أقدمية الملف إلى غيرها من التجاوزات التي سجلها المحتجون مطالبين بتدخل الوالي لإجراء تحقيق. وببلدية حجوط التي لم تعلن بعد عن أي قائمة سكنية خرج الأربعاء الماضي سكان الحي القصديري القديم “معمر بلعيد” وقطعوا الطريق بعد إضرام النيران في العجلات للمطالبة بالترحيل، مندّدين بالإقصاء والتهميش والوعود الكاذبة لمختلف المسؤولين المتعاقبين على تسيير شؤون مصالح دائرة حجوط منذ سنوات رغم معاناتهم والوضع الصعب الذي يعيشونه. وأعلنت مصالح ولاية تيبازة، يوم السبت الماضي، عن استعدادها لتوزيع قرابة 1500 وحدة سكنية اجتماعية بمناسبة عيد الاستقلال يوم الخامس جويلية القادم بعد تأجيل عملية التوزيع التي برمجت نهاية شهر رمضان الماضي لأسباب تقنية. وتشمل العملية 9 بلديات بإجمالي 1476 سكن في إطار برامج السكن الخاصة ب “العمومي الإيجاري” و”القضاء على السكن الهش” و”البناء الريفي” موزعة على الأرهاط ب 300 وحدة وبورقيقة ب 250 والداموس ب 214 والحطاطبة ب 211 وسيدي راشد ب 183 و توزيع 120 إعانة للسكن الريفي بكل من بني ميلك (60 إعانة) والأرهاط (40) وسيدي سميان (20 إعانة). ق.م