تمكنت أمس، الوحدة العائمة "ه.ش.ح" رقم 343 التابعة للفرقة الإقليمية لحرس السواحل بوهران، من إحباط رحلة لفوج حراقة مؤلف من 12 شابا ينحدرون من ولاية غليزان وأعمارهم تتراوح ما بين 18 و30 سنة، كانوا يعتزمون بلوغ السواحل الإسبانية على متن قارب "للنزهة". جاء توقيف الحراقة الذين انتشلوا من الموت المحقق بالقرب من جزر "الهابيباس" السياحية، ساعات فقط من انطلاقهم من ميناء أرزيو، هذا الأخير الذي شهد تنظيم العديد من رحلات الموت إلى الضفة الأخرى التي انتهت بأغلبيتهم جثثا هامدة في عرض البحر، وأمام التسابق المحموم من لدن الحراقة لبلوغ أوربا، هؤلاء الذين اتخذوا الشواطئ الغربية وحتى الموانئ بالتسلل إلى البواخر الأجنبية الناقلة للمحروقات من أجل تنفيذ مشروع الحرقة. صرّح مصدر مسؤول من وحدات حرس السواحل بوهران، أنه سيتم إطلاق حملة مكثفة لمراقبة المياه الإقليمية بالجهة الغربية للبلاد؛ قصد إحباط محاولات الحرقة عبر الشواطئ التي انتهت بمآسي إنسانية، وسيتم الرفع من جاهزية الوحدات في غضون الأيام المقبلة، تحسبا لأي طارئ؛ خصوصا ونحن على مقربة من عيد الأضحى، حيث بات منظمو "رحلات الموت" يختارون المناسبات الدينية كتوقيت للإقلاع، هروبا من المراقبة الأمنية، ومكمن الخطر الذي بات يحدق بالمغامرين الحراقة حسب ذات المصادر هو أحوال الطقس المتقلبة التي لا تسمح بالمجازفة في عرض البحر، إذ أن أغلبية الحوادث المأساوية التي سجلت بين صفوف الحراقة سببها الأمواج العاتية التي قذفت بقواربهم الهشة، وغيرت وجهتها، لكن السؤال الذي بات يطرح نفسه بإلحاح هو غياب الحراسة الأمنية المشددة على الموانئ التي اتخذها الحراقة نقطة انطلاق للوصول إلى السواحل الإسبانية. تجدر الإشارة، إلى أن الحراقة الذين تم توقيفهم وجدوا في حالة صحية يرثى لها وقدمت لهم الإسعافات الطبية اللازمة، في انتظار تقديمهم أمام وكيل الجمهورية بتهمة الهجرة السرية. وفي السياق ذاته، تمكنت ليلة أمس، مصالح الشرطة القضائية لمدينة بني صاف بعين تموشنت من إحباط محاولة 11 حراقا الهجرة السرية، حيث أبحروا من شواطئ بني صاف؛ قصد بلوغ السواحل الإسبانية. جاءت عملية التوقيف على اثر معلومات وصلت إلى ذات المصالح؛ مفادها وجود مجموعة من الشباب يقومون بالتحضير لرحلة حرقة، انطلاقا من شاطئ البئر ببني صاف نحو السواحل الإسبانية على متن قارب مطاطي من نوع زودياك، وعلى ضوء هاته المعطيات نصبت الشرطة القضائية كمينا بالشاطئ المذكور على الساعة العاشرة ليلا، أسفر عن توقيف الحراقة المذكورين آنفا، وهم بصدد تجسيد مشروع "الموت" ممتطين قاربا مع زاد الرحلة من ملبس و مأكل، وقد خلصت التحقيقات مع الحراقة الموقوفين إلى أنهم ينحدرون من مدينة واد ارهيو بغليزان، وتتراوح أعمارهم ما بين 24-35 سنة، كما تبين أنه كان بحوزتهم أوراق نقدية من العملة الأجنبية 220 أورو لكل واحد منهم، يستعينون بها للتنقل نحو المدن الداخلية الإسبانية، عند نجاح الرحلة، مع الإشارة، إلى أن التحقيق لا يزال متواصلا من أجل الكشف عن هوية منظمي الرحلة. محمد حمادي/ سعيد كسال