غطّت "سخونة" المواجهة في الكلاسيكو الإسباني بين برشلونة وريال مدريد على الخبر الذي أراده البعض "حدثا" و"سابقة" على مواقع التواصل الاجتماعي، فنجحوا في جعله العنوان العريض للمواجهة التي انتهت على أرض الميدان بالتعادل، لكنها خارج المستطيل الأخضر ما تزال مفتوحة دون حسم! "لقد كانت زيارة تشبه أخذ الطفل الصغير إلى محل للحلويات"، هكذا وصف الجندي الأسير السابق، المحتفى به حاليا، جلعاد شاليط استقباله وتكريمه في الكامب نو، الاحد، حتى وإن طمس بعض الإعلام، بفعل فاعل الخبر خائفا من تلك الأبعاد الكبيرة التي أخذها في غزة وغيرها من دول العالم الإسلامي، ورد المدافعون في الطرف الثاني أو الرافضون لفكرة "التسييس" بالقول إن المهم في اللقاء أهداف ميسي ورونالدو وليس حضور شاليط أو أحبابه! وبعيدا عن التسييس، لعبت الجزيرة الرياضية دورا كبيرا في طمس الحدث، أو تقزيمه وجعله في إطار ضيق، إلى حد مثير للشكوك، ولاشك أن البحث عن مبررات لهذا "التضليل"، لن يصمد طويلا، فالجزيرة القطرية تدرك جيدا أن الشيء بالشيء يذكر، وأيادي مؤسسة قطر التي تمول النادي الكتالوني ليست بعيدة عن الحدث، حتى وإن حاول البعض تقزيم الأمر! وهنا لابد من بعض الأسئلة، على شاكلة: هل يوفّر المال القطري، مساحة للأمراء أن يتحكموا في سياسة النادي الكتالوني؟ ما حجم التأثير الذي تمارسه قطر على الفريق الأكثر شعبية في العالم؟ وهل صحيح أن عددا من أصحاب المال القطري حاولوا بشكل أو بآخر التوسط للبطل الفلسطيني محمود السرسك، وضغطوا على حكومة غزة من أجل استضافته في الكامب نو، لكنهم فشلوا في نهاية المطاف! قبل فترة، اندلع خلاف كبير داخل النادي الكتالوني، رفض بموجه عدد من المسؤولين فيه، الاستعانة بالمال القطري، موضحين أن هذه الإمارة الصغيرة تطرح أكثر من علامات استفهام حول مدى انتشار أذرعها في المنطقة، وطالب بعض أولئك المسؤولين بالاستجابة لنداء المقاطعة ورفض التمويل في مقابل عروض أخرى، أقل سخاء ولكنها أيضا لا تثير "الكثير من الشبهات"! ولكن لأن "المصلحة المادية" كانت الرابحة، لعب رئيس نادي برشلونة ساندرو روسيل دورا كبيرا ورئيسيا في المحافظة على صفقة مؤسسة قطر التي تم التعاقد عليها في عام 2010، وسيتم بموجبها حمل شعار المؤسسة على قميص ميسي ورفاقه حتى العام 2016 ! القصة وما فيها، أن القطريين وجدوا إحراجا في استضافة شاليط، ولكنهم لا يملكون السلطة، كما لا يخوّلهم المال، وإن كان وفيرا، للتحكم في سياسات وقرارات النادي الكتالوني، حتى وإن لعبوا بحسب بعض المصادر دورا رئيسيا في "التخفيف من أشكال الاستقبال المفرط والاحتفالات البرتوكولية المبالغ فيها"، أما ردة الفعل وتداعيات الزلزال الإعلامي، فستكتفي بمحورها الجزيرة الرياضية، ويتكفل نشطاء قطر بالرد على تعاليق الفايسبوك في إطار ما يعرف ب"الشرطة الإلكترونية"... وذلك حديث آخر!