صلاح الدين.ع:[email protected] النقاشات الدائرة هذه الأيام داخل ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تبشر ببداية النهاية لهذا التنظيم الذي أثار الرعب في صفوف الجزائريين، وأعاد إلى الأذهان جرائم أكثر الجماعات المسلحة دموية خلال التسعينيات، ولعل أخطر ما توصلت إليه " الهيئة الشرعية " داخل تنظيم القاعدة هو الإفتاء بجوار قتل المدنيين في سياق تبرير ما حدث في تفجيري قصر الحكومة وباب الزوار. تأصيل للعمليات الإرهابية في حق المدنيين وفي حق أعوان الدولة وأجهزة الأمن باستخدام الموروث الديني، بما في ذلك إقحام أسماء الصحابة رضوان الله عليهم، في أعمال القتل والترويع، فهذا أبو هريرة ينهض من قبره ويتصل هاتفيا بقناة الجزائر نافيا أن يكون قد قتل، وهذا معاذ بن جبل يقتحم مبنى قصر الحكومة بقناطير من المتفجرات فيقتل الموظف ورجل الأمن والمواطن والحارس، وهي جريمة مزدوجة. من جهة هي جريمة في حق كل الذين قضوا في التفجيرات وفي حق الأطفال الصغار والشيوخ والعجائز الذين روعوا، وهي من جهة أخرى جريمة نكراء في حق الموروث الحضاري للمسلمين وفي حق عقيدتهم ورموز الإسلام من الصحابة والتابعين..هي جريمة ينفذها جزائريون لكن المنظر والمخطط لها من الخارج. هذا التوجه الإجرامي الذي يستهدف الجزائر وطنا ودينا وتاريخا لا بد أن يقابله عمل موازي من قبل الأئمة ورجال الفكر والإعلام، لفضحه وكشف أسبابه التي لا تزال غامضة، وتعرية الاستراتيجية التي تقف وراء تقويته،وهي استراتيجية شملت إلى الآن عدة دول، حيث يكون تنظيم القاعدة مقدمة ضرورية لكل محاولة تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لهذا البلد. إن السكون عن هذا التوجه وتغذيته بالصمت والمواقف السلبية التي تحاول ربط ما يحدث بالحالة السياسية للبلاد، كل ذلك جريمة أخرى في حق الإسلام الذي يتعرض لهجمة شرسة من طرف مغرر بهم يعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله.