قام العديد من سجناء معتقل غوانتانو بالقاعدة العسكرية الامريكية بكوبا بالاحتجاج ضد التعديب الذي تعرض له سجين جزائري مختل عقليا من قبل الجنود الامريكيين داخل زنزانتة و في عيادة طبية خاصة بالامراض العقلية و قد كشف أمس السبت أحد المحامين نقلا عن زملاء له في المعتقل أن السجين الجزائري المعروف باسم عبد الرحمان قد تعرض لأبشع أنواع التعذيب و التنكيل دون رحمة رغم حالته الصحية المزرية. و حسب قائمة أسماء الجزائريين ال25 المتواجدين في غوانتانامو فان الجزائري الدي تعرض لهذه الاعتداءات هو عبد الرحمان حمليلي . و في تصريح نقلته وكالة اسوشياتد بريس الامريكية أفاد المحامي جوشوا كولنجيلو براين استنادا الى شهادات موكليه لاسيما مواطينين من البحرين معتقلين في سجن القاعدة البحرية الامريكية أن "الجزائري عبد الرحمان تعرض مرارا لعقاب شديد ا من قبل الجنود الأمريكيين و الطاقم الطبي حتى الممرضات بسبب عدم قدرته على فهم الاوامر التي تعطى له". و قال جمعة الدوساري و هو أحد البحرينين المسجونين في غوانتانامو في شهادة أدلى بها إلى الإستاد كولينجيلو براين أن الجنود الأمريكيين كانوا ينهلون ضربا على السجين الجزائري لمجرد انهم كانوا يعتقدون بأنه يتمرد على أوامرهم أو يرفض الانصياع لهم دون مراعاة حالة النفسية. و أكد الدوساري بان عبد الرحمان مقيم بالقرب منه في وحدة الطب العقلي و النفساني. و مثل هذه الحالة كانت ترسل عناصر قوات مكافحة الشغب لاجباره على تطبيق الاوامر في الوقت الدي كان معلوما لدى الاطباء و لدى جميع المقيمين في المعتقل بأن عبد الرحمان رجل فقد صوابه و أصبح لا يعي ما يقول و ما يفعل بعد أن تعرض لعدة اصابات خطيرة في الدماغ بسبب سنوات من التعديب في المعتقل لكن الأمريكيين لم يكترثوا لحالته النفسية و اعتبروه أيضا يخادع و يتحايل على الجميع. و أشار الى أنه قد ترسخت في دهن كل الجنود الامريكيين فكرة بان كل سجين أصابه مرض فهو يتحايل و قد يكون بالتالي مصدر خطر. و في وصفه لما تعرض له السجين الجزائري قال الدوساري أنه قام عبد الرحمان مؤخرا بالدواران حول زنزانته لمدة ثلاثة أيام متتالية دون انقطاع و دون او يتناول أي شيئ . و في اليوم الرابع سقط على الأرض و بدء يرتجف كما لو انه أصيب بحمى شديدة. و عندئد أرادا الجنود نقله للمستشفى فابى عبدالرحمان التحرك لشدة ارهاقه و تفاقم وضعيته النفسية. و أمام رفضه التحرك من مكانه استدعيت مجموعة من فرقة مكافحة الشغب و أخرجته بالقوة من الزنزانة. و أضاف السجين البحريني بانه شاهد جنود مكافحة الشغب يلقون بقنابل المسيلة لدموع داخل زنزانته الضيقة و يستعملون الهروات لضربه و هو يصرخ ألما و اختناقا. و قد قام المحامي كولنجيلو براين بتقديم للبنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) تقرير مفصل عن هذه الحادثة و كذا لعدة جهات رسمية التي تناقلتها الصحف البحرينية أيضا كما نقل أيضا بان العديد من السجناء احتجوا عن هذه المعاملة و نضموا اثرها إضرابا جديدا عن الطعام . و قد طلب مرارا العديد من السجناء من الجنود الامريكيين بعدم معاملة عبدالرحمان كما يعاملون بقية السجناء راجين إياهم بعدم ضربه لكن مطالبهم لم تجد أوذنا صاغية و استمر الجنود في تصرفاتهم الشنيعة ضده. و قال المحامي المقيم بنيويوك بان عبد الرحمان أصبح سجينا لا يعي معنى الاوامر أو حتى تطبيقها مما يجعل بقاءه في المعتقل أمر غير معقول. كما أن الجنود الأمريكيين قد جردوه في نفس الوقت من جميع لوزامه الشخصية حتى أدوات التنظيف مما دفع بعض السجناء بمساعدته ببعض اللوزام . وردا عن ما تعرض له عبدالرحمان قال أحد الاطباء للمحامي كولنجيلو براين بان المسجونين هم محاربين أعداء و ليسوا بمرضى حتى و لو دخلوا وحدة الامراض العقلية . و عند اطلاعه على القضية ندد مركز الحقوق الدستورية بنيويورك بالاعتداءات التي يتعرض لها السجناء لا سيما ان كانوا في غير وضعهم الدهني العادي معتبرا ما يحدث في غوانتناموا "نقطة سوداء و صمة عار في تاريخ امريكا يستحيل محوها تتحمل تبعاتها الإدارة الأمريكية". كمال منصاري