علقت المحكمة الفيدرالية الأمريكية أول أمس قرار ترحيل الجزائري أحمد بالباشا السجين بمعتقل غوانتانامو بالقاعدة الأمريكية بكوبا إلى الجزائر و ذلك حتى تتمكن من البث في قضيته خلال المقررة قبل نهاية لاسيما فيما يخص طلب اللجوء السياسي . وأوضحت المحكمة أنها ألزمت الإدارة الأمريكية بعدم اتخاذ أي أجراء لترحيل السجين الجزائري طيلة المدة التي تستغرقها دراسة ملفه . وأكدت المحكمة أن مثل هذا الإجراء سيعد خرقا لحقوقه المدنية التي يتعين –كما قالت- على الإدارة الأمريكية احترامها مادام أنها قررت إطلاق سراحه من معتقل غوانتانامو . و كانت المحاكم العسكرية الخاصة قد قررت رفع المتابعات ضد بلباشا المحتجز في المعتقل الكوبي منذ فبراير 2002 و إطلاق سراحه على أساس انه لم يعد "عدو المقاتل " وهي التسمية التي أطلقها البنتاغون على كل من اعتقل في غوانتانامو في حين قررت من جهتها المحكمة العليا الأمريكية شهر أوت الماضي عدم معارضة ترحيله إلى الجزائر أو لأي بلد أخر. وقد كشف دفيد هاري ريمس محامي بلباشا انه لجا الى محكمة الاستئناف الفيدرالية بعد أن روجت إخبار عن احتمال تحويله الى الجزائر و عن استعداد السلطات الجزائرية لاستلامه . و قال المحامي أن تسليمه للجزائر سيعرضه للقتل من طرف الجماعات المسلحة الإرهابية التي قامت بزيارة بيته مرتين بعد أن تم استدعاؤه ثانية لأداء الخدمة العسكرية في التسعينات. وفي الملف الذي قدموه للمحكمة العليا ألح محامي بلباشا على ضرورة إبقاءه في معتقل غوانتانامو عوض ترحيله إلى الجزائر في انتظار أن تبث المحكمة العليا من جهة أخرى في مصير بقية السجناء . ويأتي طلب المحامي ريمس بعد قرار قاضي فيدرالي بمنع ترحيل التونسي محمد عبد الرحمان بحجة احتمال تعرضه للتعذيب في بلاده. و فضلا عن ذلك، قدم بلباشا طلب اللجوء السياسي باسم موكله لدى مصالح الهجرة الأمريكية التي أوضحت أنها اعترفت في البداية أن قضيته خطيرة بما يكفي لتحديد موعد لمراجعتها . من جهتها قالت الإدارة الأمريكية أنها أن تقم بترحيل أي من المعتقلين في غوانتانامو قبل أن تتحصل على ضمانات بأنهم لن يعرضوا للسوء المعاملة إلا أن جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان تصف ادعاءات الحكومة بمثابة مراوغات للتخلص من فضيحة غوانتانامو وكان البنتاغون قد أعلن شهر جويلية الماضي عن عزمه تسليم بلباشا الي السلطات الجزائرية على أساس اتفاق تم مند عدة أشهر. هذا و قد رحلت الإدارة الأمريكية شهر ديسمبر الماضي ثلاثة معتقلين من بينهم الجزائري عبد النور سمور إلى بريطانيا ، التي كان يقيم فيها أيضا أحمد بلباشا . كمال منصاري