طلب محامي الجزائري أحمد بلباشا السجين بمعتقل غوانتانامو القاعدة الأمريكية بكوبا من محكمة الاستئناف الأمريكية منع ترحيل موكله عقب قرار المحكمة العليا بتسليمه للجزائر. و كانت المحاكم العسكرية الخاصة قد قررت رفع المتابعات ضد بلباشا المحتجز في المعتقل الكوبي منذ فبراير 2002 و إطلاق سراحه على أساس انه لم يعد "عدو المقاتل " وهي التسمية التي حددها البنتاغون لكل من اعتقل في غوانتانامو. وبرر المحامي هاري ريمس طلب عدم إرسال بلباشا الى الجزائر باحتمال تعرضه للتعذيب من قبل السلطات الأمنية الجزائرية أو للقتل من طرف الجماعات المسلحة و هو نفس التبرير الذي يثيره الجزائريون المعرضون للترحيل في الدول الغربية. وكانت المحكمة العليا قد قررت شهر أوت الماضي عدم معارضة ترحيله إلى الجزائر أو أي بلد أخر. وفي الملف الذي قدموه للمحكمة العليا ألح محامي بلباشا على ضرورة إبقاءه في معتقل غوانتانامو عوض ترحيله إلى الجزائر في انتظار أن تبث المحكمة العليا من جهة أخرى في مصير بقية السجناء . ويأتي طلب المحامي ريمس بعد قرار قاضي فيدرالي بمنع ترحيل التونسي محمد عبد الرحمان بحجة احتمال تعرضه للتعذيب. وقامت المحكمة العليا الأربعاء الماضي بمناقشة مسألة ما إذا كان يحق لسجناء غوانتانامو تحويل قضياهم أمام المحاكم الفيدرالية ، و من المنتظر أن تفصل المحكمة في الملف خلال الربيع المقبل. كما أعلن المحامي أثناء جلسة الاستماع الثلاثاء الماضي بمحكمة الاستئناف انه قدم طلب اللجوء السياسي باسم موكله لدى مصالح الهجرة الأمريكية التي أوضحت أنها اعترفت في البداية أن قضيته خطيرة بما يكفي لتحديد موعد لمراجعتها إلا أنها ألغت الموعد بعدما تكشف لها انه من معتقلي غوانتانامو. وتشير منظمة "هيومان رايتس ووتش" للدفاع عن حقوق الإنسان إلى أن نحو 50 من بين إجمالي 305 معتقلين لا يزالون في غوانتانامو يخشون من عمليات الانتقام ومن بينها التعذيب في حال عودتهم الى بلدانهم الأصلية. من جهتها قالت الإدارة الأمريكية أنها أن تقم بترحيل أي من المعتقلين في غوانتانامو قبل أن تتحصل على ضمانات بأنهم لن يعرضوا للسوء المعاملة إلا أن جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان تصف ادعاءات الحكومة بمثابة مراوغات للتخلص من فضيحة غوانتانامو . و كان المحقق كريش شونغ العضو في هيئة الدفاع في منظمة "ريبريف" البريطانية المدافعة عن حقوق معتقلي قد أكد و جود مساعي ترحيل بلباشا إلى لندن. وفي حال تعذر ذلك فمن الممكن ترحيله إلى ألبانيا ليلحق بفتحي بوسته الجزائري الأول الذي تم ترحيله الى ألبانيا . وكانت الإدارة الأمريكية قد أبرمت اتفاقا مع نظيرتها الألبانية بشأن استقبال معتقلي غوانتانامو ، تم بموجبه ترحيل الجزائري فتحي بوستة إلى تيرانا شهر نوفمبر 2006. كمال منصاري