جمع أغلب الذين حضروا فعاليات تسجيل الحصة التلفويونية "ذكرى وذاكرة" التي احتضنتها القاعة البيضاوية يوم الاثنين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسينية لبسط السيادة الوطنية على مؤسستي الإذاعة والتلفويون أن الحفل كان طويلا ومملا، إلى الدرجة التي أجبرت أغلبية المدعويين على المغادرة مباشرة بعد إشارة الانطلاق. ** وبالرغم من محاولة إضفاء نوع من البهرجة والديكور والإضاءة المركزة لإيهام الجميع أن الأمر يتعلق بمناسبة وطنية متميزة، فإن عددا من نساء ورجالات التلفزيون الجزائري الذين فضلوا البقاء في البلاد خلال سنوات الجمر، قد أصابتهم صدمة قوية عندما طغت مظاهر تكريم نجوم التلفزيونات العربية المغادرة للبلاد عن أبناء البلد، خاصة وأن التعاليق كلها كانت تصب في خانة التوسل لهم بالعودة لانقاذ التلفزيون، مما علق فيه من رداءة أزلية. وكانت اعترافات المنشط بلال العربي والمنشط الرياضي لخضر بريش بتراجع الأداء التلفزيوني في الجزائر بعد مغادرة رفاق مراد شبين ورابح فبلالي وعامر مدني القطرة التي جعلت الحضور يبدي نوعا من الدهشة حول اعتماد منهج التنكر لكل من بقي هنا، ورفض المغادرة والهجرة إلى حيث الدولار والشقق الفاخرة، تماما مثلما قالت نجمة الجزيرة فيروز زياني. ومهما اجتهد المنشط القادم من بعيد عبد الكريم سكار في استدراج المدير العام للتلفزيون الجزائري للاعتراف بفضل الجيل الأول، فإن الحفل كان خاليا تماما من ذكر أسماء عبد القادر العلمي وحمراوي حبيب شوقي وغيرهما ممن أدارالتلفزيون الجزائري حينا من الدهر وحقق بالدليل والبرهان قفزة نوعية في التعدد والانتاج والحضور الدولي. للإشارة أن ممثلي المحطات الجهوية في كل من بشار ووهران وورڤلة وقسنطينة، قد فضلوا منذ البداية المغادرة بعد أن رفض القائمون على تسجيل حصة الذكرى الخمسين لاستعادة الإذاعة والتلفزيون الاعتراف بمساهمتهم الواضحة في صنع ماضي وحاضر هذه المؤسسة الإعلامية بالرغم من ضعف الإمكانيات وقلة الحيلة.